الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبت من معاص فعلتها فهل يوفقني الله للزواج بامرأة صالحة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أتحسر على ما فرطت في جنب الله، وأبكي بكاء شديداً على ذلك، وجميع من حولي يظنون أني رجل صالح، غير أني إذا اختليت بنفسي انتهكت حرمات ربي، حيث أدخل على مواقع إباحية في الإنترنت، وقد تبت إلى الله منذ شهرين خلت، والآن أصوم يومي الإثنين والخميس عسى ربي أن يتجاوز عني.

وامتثالاً لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد أن أتقدم لخطبة إحدى الصالحات لأغض بصري وأحصن فرجي، غير أني أخاف أن لا يوفقني الله لذلك بسبب ذنوبي، كما قال الله سبحانه وتعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)[النور:26]، وكما قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، فماذا أفعل حتى يوفقني الله لأتزوج بهذه الأخت الفاضلة؟!

وشكراً لجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والحسنات يذهبن السيئات، وإذا صدقت في توبتك وأخلصت في رجوعك إلى الله فأبشر بقول الله: (يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)[الفرقان:70]، ويا لها من بشارة عظيمة، ويا له من رب رحيم يفرح بتوبة من يتوب إليه، وقد وصف نفسه بأنه غفار فقال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)[طه:82]، والتائب من الذنب خرج من دائرة الخبث؛ لأن التوبة تطهير، والتوبة من أعظم الحسنات، كما أن ارتباطك بالصالحة من أهم ما يعينك على الثبات بعد توفيق رب الأرض والسموات.

وأرجو أن تكتم ما حصل لك ومنك عن كل الناس، وأخلص في رجوعك لرب الناس، وحاول إخراج الجهاز من حجرتك إلى الصالة، واحشر نفسك في زمرة الصالحين، وأشغل نفسك بطاعة رب العالمين.

وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه، والإكثار من الحسنات الماحيات، والتخلص من كل ما يذكرك بالماضي السيء، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، والوحدة خير من صديق السوء، وعود لسانك كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تسارع بالتقدم لتلك الصالحة، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير وأن يجمع بينكما على الخير، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً