الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تربية الأبناء في بلاد الغرب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ يبلغ من العمر 12 عاماً، وقد جئنا إلى أمريكا منذ أن كان عمره سبع سنوات، ولا يخفى عليكم أن الإنسان بطبعه لاسيما الصغار يتأثرون بمن حولهم وبأفكارهم ويتطبعون بطباعهم أكثر من الكبار، وحاليا نواجه مشكلة مع أخي حيث أنه يريد الحصول على المرح واللعب في كل وقت.

لا أنكر أننا قصرنا في حقه عندما جئنا إلى هنا، إذ انشغلت أنا بدراستي ووالدي بعمله، وأخي كان يقضي وقته في الإجازة باللعب على الألعاب الإلكترونية بسبب عدم وجود البدائل وقلتها، وقد حاولنا وضعه في مركز صيفي ولكنه كان غير فعّال بالأنشطة، مما أدى إلى نفور أخي من الذهاب إليه.

حاليا أحاول إصلاح هذا الأمر ولكن لا يوجد عندي الخبرة الكافية لذلك، فأرجو أن تزويدنا بطرق أتبعها مع أخي حتى يدرك مفهوم الحياة بشكل مبسط ويناسب عمره.

بارك الله فيكم وفي جهودكم ورزقكم الخير من حيث لا تحتسبون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحبة لأخيها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدنا حرصك على الدين والخير، وأفرحتنا شفقتك على أخيك، ولا شك أن ذلك الخوف في محله، ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، والإنسان مطالب بدفع الشرور عن نفسه وعن إخوانه وأخواته، ونحن أمة أخرجت للناس لتخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك ولأخيك الهداية والخير.

أرجو أن يكون هم الإصلاح هو المسيطر على جميع أفراد الأسرة، كما أرجو أن تكون خطة التوجيه موحدة ومتفقاً عليها مع ضرورة اتخاذ منهج الحوار في لطفٍ ورفق وحكمة، وذلك لأن هذا هو المنهج الأصل، وهو الطريقة المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر فيها الفتى، وأرجو أن تتبعوا معه الخطوات التالية:

1- الإكثار من الدعاء له.
2- الاقتراب منه ومشاركته في لعبه وهمومه.
3- وضع برنامج مشترك للقرآن والعلوم الشرعية على طريقة المدارسة في المنزل.

4- ربطه بالجهات والمراكز الإسلامية لإيجاد المحضن الآمن له.
5- مساعدته على اختيار أصدقاء صالحين ولو كانوا في مناطق متفرقة.

6- الارتباط بالأسرة المتميزة التي استطاعت المحافظة على الهوية في تلك المجتمعات.
7- ربطه ببرامج الأطفال في القنوات الإسلامية والمواقع الجيدة كقناة المجد وموقعكم الشبكة الإسلامية.
8- تذكيره بالغاية التي خلق لأجلها والدور الذي ينبغي أن يقوم به.
9- غرس العقيدة الإسلامية في نفسه.
10- عدم الانقطاع عن البلاد الإسلامية وتحديد فترة الإقامة خارج الوطن الإسلامي.
11- أن تكونوا قدوة حسنة له.
12- إيجاد بدائل مناسبة للبرامج التي يحبها وليس فيها مصلحة له.

هذه وصيتي لكم بتقوى الله الذي لا إله إلا هو مع ضرورة الاهتمام الشديد بهذه المرحلة قبل أن يفلت الزمام، ونسأل الله له الهداية ولنا ولك السداد والثبات.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً