الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام الحجة على غير العرب مع كون القرآن عربي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ماذا لو جاءني كافر وقال لي: لماذا القرآن نزل بلغتكم فقط ولم ينزل بباقي اللغات حتى يفهمه كل إنسان بلغته الخاصة؟ فالعرب لغتهم فيها معاني كثيرة لا يفهمها غير العربي العالم باللغة العربية، وقد يستغلون جهل الغير باللغة العربية، فكيف أرد على ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، واللغة العربية هي أوسع اللغات وأدقها في المعاني، وفي اللغة العربية كلمات لا يوجد لها مقابل في كافة اللغات واللهجات، فهي بذلك تعتبر أصلاً وما سواها فرع، وقد دخل في الإسلام أقوام من كل اللغات واللهجات ولم يجدوا صعوبة في فهم الدين، بل وجد من غير العرب من برعوا في العلوم الشرعية والعربية وحملة السنّة الكِبار جلهم من غير العرب، وقد توفرت في هذا الزمان كتب بكافة اللغات، بل واللهجات المكتوبة تشرح تعاليم وأحكام هذا الدين العظيم.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن يهتم العرب بلغتهم، وسوف ينتقل ذلك الاهتمام بغيرهم كما حصل مع سلف الأمة الأبرار؛ حيث تنافس الداخلون إلى الإسلام في تعلم القرآن والسنة واللغة، حتى كان فيهم الأئمة الإعلام، وقصرنا نحن في حمل الإسلام وفي الاعتزاز بلغته فماتت في نفوس الآخرين الرغبة في تعلم اللغة العربية.

وعلى كل حال فرسالة الإسلام واضحة يفهمها كل أحد، ويجب على أهل الإسلام أن يوضحوه للناس وأن يبذلوا في سبيل ذلك المال والجهد، وذلك لأن شرف هذه الأمة لا يتحقق إلا بالقيام بأعباء الرسالة التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم أمانة في الأعناق، وإذا كان رسولنا هو النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم، فإن مهمة نشر التوحيد والفضيلة ومدافعة الشرك والرذيلة هي مهمة كل من ينتسب لهذا الدين العظيم.

وأرجو أن يعلم الجميع أن واجب الدلالة والبيان لا يتحقق إلا بوصول رسالة الإسلام في أكمل وأتم صوره.

وهذه وصيتي للجميع أن يجتهدوا في خدمة الإسلام بكل ما وهبه الله من قدرات وملكات وأموال، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكون مخلصا لهذا الدين، ونحن في الحقيقة سعداء جداً بتواصلك مع الموقع.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً