الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب رفض الأهل تزويج ابنتهم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متدينة ـ والحمد لله ـ تقدم لي شاب ما شاء الله متدين ومؤدب ويريد الزواج هذا العام، لكن أمي رفضت الفكرة وقالت لي: انسيه.

وأنا معجبة جداً بخلقه الديني، خاصة عندما قال أنتظر زوجتي المستقبلية لأذهب أنا وهي إلى الحج! أشيروا عليّ من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فكم تمنينا أن تذكري أسباب رفض والدتك للشاب، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بتوفيق الله إصلاح الخلل وتدارك العطب، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

فإذا كان سبب رفض والدتك هو الدراسة فأرجو أن يعرف الجميع أن الزواج استقرار وعون على الدراسة والنجاح.

وإذا كان سبب رفضها هو شخصية الشاب فإن الشريعة تجعل هذا الأمر بيد الفتاة وحدها لأنها صاحبة المصلحة، ولأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وإذا كان سبب رفضها أنها قد جهزت لك شريك المستقبل.

فأرجو أن تدرك الأمهات أنهن يستطعن اختيار ثوب أو هدية لبناتهن ولكن من الصعب أن ينجحن في اختيار شريك العمر.

فإذا كان الشاب على خلق ودين فأرجو أن تتمسكي به خاصة وقد جاء بالطرق الشرعية وطرق الباب، وحاولي إقناع الوالدة ونحن نتمنى أن يعاونك على ذلك الفضلاء والعقلاء من محارمك مع ضرورة أن تقتربي من الوالدة وتزيدي في برها والإحسان إليها فإنها صاحبة فضل وهي بلا شك حريصة على سعادتك ولكن قد تخطئ في توقعاتها وتفكيرها وهي معذورة لأن دافعها المصلحة.

وسوف نكون سعداء إذا وضحت لنا أسباب رفض الوالدة للشباب مع تمنياتنا أن يظل الشاب على عزمه وأن يكرر المحاولات ولابد لمكثر القرع للأبواب أن يلجا.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة اللجوء إليه فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وأشغلي نفسك بالمفيد وبتلاوة كتاب الله المجيد، واهتمي بدراستك وصلي أرحامك وكوني عوناً للضعفاء ليكون العظيم في حاجتك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً