الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيه لعانس تقدم لخطبتها قروي في مستواها العلمي

السؤال

السلام عليكم

بعد زواج أخواتي وتجاوزي سن الثلاثين بدأت أشعر بالوحدة، واشتقت أن أُصبح أمّاً في مجتمع لا يرحم ولا ينظر لفتاة في مثل عمري إلا بنظرة عانس فاتها قطار الزواج، وبما أن علاقاتي الاجتماعية قليلة وأقاربنا لا يدلون على الخير فإنني دخلت موقع زواج إسلامي وتعرفت على شخص من دولة عربية أخرى، وكان حديثنا قليلاً عبر الماسنجر فقط، ولم نتحدث إلا في الأشياء الضرورية؛ لأننا لا نريد إلا الطريق المستقيم، ولا نريد إغضاب الله جل وعلا، ومن فضل الله علينا أن كلانا يخاف الله.

وقد حضر بعدها مع أهله وتمت الرؤية الشرعية، وصرت محتارة ومترددة، ليس لكونه متزوجاً ولديه أطفال، ولكن لأني اكتشفت أنه من بيئة مختلفة تماماً عن بيئتي، فهو قروي وأنا مدنية، ولاحظت الاختلاف الاجتماعي بيننا، وأخاف أن يسبب هذا الاختلاف مشاكل مستقبلية أندم بعدها، فما رأي الشرع في حالتي؟!

علماً بأني سمعت عن التوافق الاجتماعي في الزواج، وهذا الشخص يناسبني كمستوى علمي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن القروي المتعلم يناسب فتاة المدينة وفيه خير كثير؛ لأنه جمع بين خيرات القرى وثمرات المدن التي تعلم فيها، بالإضافة إلى نور العلم والمعرفة، وأنت لن تتزوجي أهله وإنما يهمك الرجل، فإذا كان صاحب دين وأخلاق ومتعلماً ووجدت في نفسك ميلاً له فلا تترددي في القبول به.

واعلمي أن الجلوس بلا زوج سوف يكون في منتهى الصعوبة بالنسبة لك، وأرجو أن تدرك كل فتاة أنها لن تجد شخصاً خاليا من العيوب؛ لأنها أيضاً ليست خالية من العيوب، ولكن إذا وجد الدين والأخلاق غطى كل النقائص، وقد صدق من قال:
وكل عيب فإن الدين يستره وما لكسر قناة الدين جبران

وإذا كان الشاب قد جاء بأهله وطرق بابكم وقابل أسرتك؛ فنحن لا نؤيد هذا الرفض، ولا نقبل بتلك المبررات المذكورة، وحتى إذا تكلم بعض أهلك عن بداوة أهله فلا تلتفتي إلى كلامه، واعلمي أن المصالح المتحققة من زواجك من ذلك الرجل كثيرة، والحياة الزوجية تحتاج إلى صبر في كل الأحوال، ولابد دون الشهد من إبر النحل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وعليك بالاستخارة فإنها طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولا مانع من مشاورة بعض الفضلاء والعقلاء من محارمك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

واعلمي أنه وجدت نماذج ناجحة لمثل هذه الزيجات؛ لأن اختلاف البيئة من العوامل المساعدة فقط، ولكن الأصل هو وجود الدين والأخلاق والميل والقبول ثم التفاهم والتعارف والتآلف، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً