الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسبب داء السكري في فقدان البصر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مريضة بالسكري منذ (21 عاماً) وأعاني من ضعف البصر الحاد بحيث لا أستطيع النظر بدون النظارة الطبية، استعملت العدسات ثم تخليت عنها.

وأخبرني الأطباء أنني مصابة باعتلال الشبكية وحذروني من التعرض لأشعة الشمس أو رفع الشيء الثقيل بحيث أي حركة عنيفة تؤدي بفقدان البصر..والسؤال: هل هناك علاج لحالتي هذه علماً أنني أضع النظارات الطبية ذات الزجاج السميك رقم24 في اليمنى واليسرى بحيث تجعل الناس يرون عينيّ حجمهما صغير جداً وهذا يزعجني كثيراً؟

والسؤال: هل باستطاعتي تغيير النظارات بحيث تجعلني أنظر بهما جيداً وتظهر عيوني بحجمها الطبيعي؟

رجاء أن تردوا على سؤالي في أقرب وقت إن شاء الله.

ولكم مني جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسعودة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إصابة العين بداء السكري تعتبر السبب الرئيسي لفقدان النظر في الناس -بين عمر 30- 60سنة- وتؤدي إلى آثار سلبية خطيرة وهناك عوامل تزيد من مخاطر الإصابة باعتلال شبكية العين السكري وهي:
1- طول مدة المرض وعمر المريض عند الإصابة.

2- إهمال تنظيم مستوى السكر: فقد أثبتت الدراسات الدقيقة والحديثة أن الاهتمام بتنظيم مستوى سكر الدم منذ اكتشاف وتشخيص المرض يقلل من احتمالية الإصابة بالمضاعفات المزمنة لهذا المرض وإن حصلت المضاعفات فإنها تكون بسيطة وفي المراحل المبكرة فقط، وإن خطورة المضاعفات تزداد كلما كان تنظيم مستوى السكر أكثر سوءاً.

3- وجود أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.

4- الحمل: حيث إنه في فترة الحمل تحدث تغيرات هرمونية في الجسم قد تؤدي إلى الإصابة أو تقدم مرحلة الاعتلال السكري في شبكية العين؛ مما قد يؤدي إلى ظهور نزيف داخل العين.

وأما سكر الحمل فهذا لا يحدث مضاعفات على العين لقصر مدته.

5- التدخين: من أهم العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري لأن غاز أول أكسيد الكربون الذي يصل الدم من جميع أنواع الدخان "تبغ - شيشة - سيجار... إلخ" يعتبر من المؤثرات السيئة على خلايا الأوعية الدموية.

إن داء السكري يؤثر على جميع أجزاء العين ولكن التأثير الأكبر أهمية والذي قد يتسبب بفقدان البصر كلياً إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب هو تأثير داء السكري على شبكة العين وهي الجزء العصبي داخل العين.

أعراض المرض:
في المرحلة الأولى من اعتلال الشبكية السكري لا يشعر المريض بأي أعراض ملحوظة وهذا أمر مهم جداً وعلى جميع مرضى السكري وعي هذا الحقيقة، ولذلك يجب على جميع المرضى الكشف على أعينهم وخصوصاً "الشبكية بعد توسيع حدقة العين بصفة دورية حتى مع عدم وجود أي أعراض تخص النظر ويفضل أن يكون الفحص لدى طبيب متخصص بأمراض شبكية العين.

ومن الأعراض المبكرة لهذا المرض نقص حدة البصر في الليل وفي الأماكن المعتمة بسبب خلل في وظائف مستقبلات الضوء الخاصة بالتكيف مع الظلام، وكذلك أخذ وقت أطول من الطبيعي لاسترجاع النظر بعد العودة من مكان شديد الإضاءة مثل "الشمس".. ومن الأعراض المبكرة كذلك تغير مكتسب في تمييز الألوان.

وإذا كان المريض يشتكي من تأجج في مستوى النظر فإن هذا يدل على عدم انتظام السكر في الدم على مستوى ثابت حيث يصحب ذلك تغيرات مؤقتة في عدسة العين مما يؤدي إلى قصر أو طول النظر حسب ارتفاع أو انخفاض سكر الدم على التوالي، وفي هذه المرحلة يعتبر علاج السكر وتنظيمه هو العلاج الفعال لهذه التغيرات.

وعند تقدم اعتلال الشبكية السكري وتأثيره على مركز الشبكية "البقعة الصفراء" يبدأ التناقص التدريجي للنظر والذي لا يكون مصحوبا بألم أو احمرار في العين أو أية أعراض أخرى، وفي هذه المرحلة فإن العلاج الموضعي بالليزر للبقعة الصفراء فعال في إيقاف هذا التناقص وكذلك احتمال تحسن النظر وعليه فإن العلاج المبكر في هذه المرحلة مهم جداً للسيطرة على المرض.

ومريض السكر قد يشتكي من نقص مفاجئ في النظر وغير مصحوب بألم وهذا عادة ما يكون بسبب نزيف في السائل الزجاجي لمقلة العين من الأوعية الدموية الجديدة وغير الطبيعية المتكونة على سطح الشبكية.

وقد يكون نقص النظر المفاجئ بسبب وجود انفصال شبكي سحبي يكون عادة تابع للتغيرات الندبية على الشبكية في مراحل المرض المتقدم وقد تكون الأعراض السابقة مصحوبة بألم إذا صاحب ذلك ارتفاع ثانوي بضغط العين "ماء أزرق أو جلوكوما".

علامات الاعتلال السكري الشبكي:
يعتبر تنظيم مستوى السكر في الدم عند تشخيص المرض هو الأساسي لتجنب أو تقليل نسبة حدوث مضاعفات ثانوية على جميع أعضاء الجسم ومنها العينان، ويجب على المريض عدم إغفال هذا الجانب وعليه اتباع إرشادات الطبيب الأخصائي المشرف على علاجه وترتيب نوعية وكمية الأكل، والمهم هو أن يكون هذا على المدى البعيد ومنذ بداية المرض وليس بعد حدوث المضاعفات.

وأما العلاج الذي أحدث تغيرا كبيراً في إمكانيتنا من مكافحة العمى الناتج عن مرض السكري فهو العلاج بالليزر بما لا يدع مجالا للشك عن جدواه في السيطرة على جميع مراحل المرض، إما بالعلاج الليزري الموضعي أو الشامل لجميع أطراف الشبكية بحسب مرحلة المرض وكلما كان التدخل العلاجي في مراحل المرض المبكرة كلما كانت النتائج أكثر إيجابية.

أما عند حصول نزيف أو انفصال شبكي فإن هناك طرقاً أو مداخلات جراحية معقدة لعلاج مثل هذه الحالات ولكن النتائج عادة ما تكون غير مرضية والتنبؤ بتحسن النظر يكون محدوداً.

لذا أرى أن تتابعي مع طبيب العيون وإن لزم إجراء الليزر أن تجريها.

أما بالنسبة للعدسات فأفضل شيء في مثل هذا الضعف في النظر أن تلبسي العدسات اللاصقة بعد استشارة طبيب العيون ليختار المناسب لك.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً