الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإبقاء على الصداقة مع اختلاف الثقافة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على صديق منذ حوالي 8 سنوات، وكل منّا شقّ طريقه بشكل مختلف، أنا درست وهو ترك الدراسة منذ الثانوية، صراحة أفكارنا لم تعد متطابقة.

سؤالي: أريد أن أنهي الصداقة التي بيننا فما حكمها أحلال أم حرام؟

الذي يجري بيننا أني أخشى أن أنهي الصداقة وأحسب أنني من باب التكبر، ودائماً أحاول أن أغيب سيرة الدراسة (الجامعة) عن حديثنا من أجله، حتى أنني أحياناً أدعي عدم المعرفة بالأمور التي نتحدث عنها لكي أزيد من ثقته بنفسه، ولكن الغرور يدخل إلى قلبه، وأصبح أنا أحمق في تلك اللحظة، ولا يكفّ عن الطلبات والخدمات من صغير إلى كبير، فلا أدري ما العمل؟‍‍

أريد قاعدة واضحة، هل أستطيع أن أترك صديقاً إذا لم تتطابق أفكارنا أو لم يعجبني؟ وما الحكم إذا طلب مني صديقي خدمة أستطيع القيام بها ولم أقدمها تكاسلاً؟

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المعين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن لا ننصحك بترك هذا الصديق، وليس من الضروري أن يكون صديقك الوحيد، ولن تتضرر إذا أبقيت شعرة العلاقة التي بينكما على وصال، والإنسان العاقل يعامل كل إنسان بحسب عقله، وبتواضع لإخوانه، والصداقة الناجحة هي ما كان أساسها الإيمان والتقوى، وما سواها تنقلب إلى عداوات، وتجلب الأسى والحسرات، قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].

وعليه فالأساس في كل صداقة هو الدين، أما بقية الأشياء الأخرى فهي عبارة عن عوامل مساعدة فقط، مثل تطابق الأفكار، وتشابه المهن، وزمالة الدراسة، والعاقل لا يصادق إلا صاحب الدين لأنه يستجيب لنصح رسولنا الأمين: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)، ويستجيب لنصحه أيضاً صلى الله عليه وسلم : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).

ولا شك أن الصداقة مسألة مهمة، وهي نعمة عظيمة لمن أحسن اختيار الصديق، وقد أدرك أهل النار أهمية الصديق فقالوا: ((فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ))[الشعراء:100-101]. وقال عمر - رضي الله عنه -: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطاءً أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر).
والصداقة الناجحة ما كانت لله وبالله وعلى مراد الله؛ لأنها تصبح سبيلاً للتعاون على البر والتقوى والنصح للإخوان.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بالدعاء للإخوان بظهر الغيب وسلامة الصدر لهم، ونسأل الله أن يديم مشاعر الود بين الإخوان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً