الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالتعارف عن طريق النت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تعرفت على فتاة كريمة عن طريق الشات، وحدث قبول متبادل وتوافق بيننا رغم أننا لم نر بعضنا من قبل، وهي في نفس كليتي، ولست قادراً على الزواج حالياً، فما زلت أدرس في الجامعة وأمامي مشوار طويل حتى أكون قادراً على التقدم لها، ربما ثمان سنوات أو أكثر، ونحن لا نريد أن نعصي الله - عز وجل - ولكني أنوي خطبتها عندما تتيسر الأحوال، علماً بأن محادثاتنا تكون في حدود الأدب والاحترام، فهل نستمر فيها أم نتوقف عنها؟

أشيروا علينا وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصح من ليس عنده استعداد للزواج بأن يبتعد عن مواطن الفتيات ومواقع الشات، وأن يشغل نفسه بما يُرضي رب الأرض والسماوات، وذلك لأن الاقتراب من دائرة الشهوات يؤجج النيران ويجلب الحسرات، وقد يصعب على الجائع انتظار الطعام إذا كان الطعام بين يديه، ويسهل عليه الصبر إذا ابتعد عن الموائد وشغل نفسه بالعلم والجد والبحث عن الخبرات والفوائد، وهذا هو الذي سهّل على النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية التخلي عن الزواج، حتى قيل للإمام النووي: لو تزوجت؟ فقال لهم: لو ذكرتموني لفعلت.

كما أرجو أن تعلم أنه لا يحل لك الدخول إلى الشات ولا محادثة الفتيات، وننصحك أن تعد نفسك للزواج بقدر استطاعتك ثم تأتي البيوت من أبوابها، واتق الله وكن من المفلحين، واحشر نفسك في زمرة الصالحين، وتوجه قبل ذلك إلى رب العالمين.

وأما بالنسبة للفتاة المذكورة فهي بالخيار إذا رغبت في الانتظار، ومن حقها أن تتزوج بصاحب الدين إذا طرق بابها، واعلم بأن النساء غيرها كثير، وكل شيء بيد الواحد القدير.

ونحن في الحقيقة لا نؤيد فكرة الانتظار الطويل لما لها من آثار وأضرار عليك وعلى الفتاة وعلى أسرتها، وليس في طول فترة الخطوبة مصلحة حتى ولو حصل بعدها الزواج، وكل حياة زوجية تقوم على فترات عاطفية طويلة تسارع إليها الشيخوخة العاطفية وتهاجمها المشاكل والأزمات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة الابتعاد عن هذه الأساليب في التعرف على الفتيات، مع ضرورة أن يكون أهلك وأهل الفتاة على علم بالخطوات التي تقوم بها، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً