الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة طريق المسلم لإصلاح أحواله

السؤال

أنا شاب أخطأت كثيراً ولا أدري ما العمل؟ أخذت قرضاً إسكانياً من البنك منذ 5 سنوات، ولكني أعاني الآن الكثير من المشاكل الاقتصادية والصحية والعائلية، لدرجة أنني لا أدري ماذا أفعل، وأحاول أن أبيع هذا البيت لأتخلص من ديوني ومشاكلي، وأتمنى أن يتقبل الله توبتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، والله سبحانه تواب رحيم، ورحمته سبحانه تغدو وتروح، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولن يعدم الناس من رب كريم - يفرح بتوبة عبده الضعيف - خيراً، وإذا ما علم الله منكم الصدق والإخلاص بدّل الله سيئاتك القديمة إلى حسنات.

ورغم أنه لم يتضح لنا نوع القرض الذي أخذته من البنك، لكننا نقول لك ولكل من يأخذ أموالاً ربوية: (( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ))[البقرة:276].

ولا يخفى على أمثالك ما يحدث في العالم اليوم من انهيارات كبيرة في النظام الربوي الرأسمالي العالمي، بعد أن انهار قبل سنوات النظام الاشتراكي الشيوعي، وشهد العدو قبل الصديق بحاجة الدنيا إلى النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يحرم الربا والغش والاحتكار والاحتيال وسائر المعاملات المخالفة لأحكام الشريعة.

ونحن ننصحك بتعجيل التوبة والإكثار من الحسنات الماحية، وعليك بكثرة الاستغفار، ثم بالصلاة والسلام على رسولنا المختار، مع ضرورة بذل الأسباب في البحث عن الرزق الحلال ثم التوكل على الكريم الوهاب، وأحسب أنك محتاج إلى شيء من التدبير، وعليك بالتعوذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3] وعليك بالبعد عن المعاصي (فإن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وعليك ببر والديك لتفوز بدعواتهم وعليك بصلة الرحم فإنها سبب لسعة الرزق، وكن في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك.

ونسأل الله أن يقضي دينك وأن يذهب همك وأن يلهمك السداد والرشاد، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً