الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع المصاب بأعراض الفصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لي أخ يبلغ من العمر 38 عاماً، أصابه مرض قبل حوالي أربعة عشر عاماً، وتم تشخيص هذا المرض بالفصام العقلي الوجداني النفسي، ووصف له الطبيب بعض الأدوية المتعددة التي لم يستفد منها، ونظراً لضعف معلوماتنا عن المرض النفسي وجهلنا به لم نتعامل مع هذا المرض كما يجب.

وقد استقرت حالته بعض الشيء بعد أن عُرض على طبيب جديد ومختص، حيث وصف له علاجاً يدعى (زيلدكس) 80 ملجم صباحاً و60 ملجم مساءً، وفي هذه الأثناء كان يظهر عليه ما يلي:

1- التكلم مع نفسه بتمتمات مستخدماً حركة اليد.
2- الانعزال في شقته، وأسمع صوته من شقتي التي تجاوره صارخاً ومخاطبا شخصاً بصيغة الأنثى، ويشتمها بشده وبصراخ عال جداً، وقد انقطعت عنه هذه العادة بعد شهر من العلاج الجديد.
3- عصبية شديدة ويشتم الذات الإلهية.
4- لا يحب العمل ويحب الكسل، وتشعر أنه لا يملك طاقه للعمل، وينام كثيراً ويدخن كثيراً.
5- يلتزم أحياناً بالصلاة ويداوم عليها.
6- يلاحظ على يده اليمين من جهة الأصابع أنها مشدودة، وتظهر بأنها ملتوية رغم أن يده سليمة صحياً ولا يوجد بها أي عيوب.

فهل ستصبح حالته جيدة مع هذا العلاج أم نعرضه على طبيب آخر؟ وما هو أفضل أسلوب للتعامل معه؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الصعيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي سردتها في رسالتك والمكونات الستة من مجموعة الأعراض التي وردت في الرسالة واضحة، وتدل بالفعل على إصابة أخيك بمرض الفصام، نسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

وبالنسبة للعقار الذي وصفه الطبيب أعتقد أنك تقصد العقار الذي يُسمى باسم (سدرولكت Sedrolect) ويسمى علمياً باسم (سرت إندول Sertindole) ويظهر أنك قد نطقت الـ(C) ثاء، وهي تنطق هنا بكاف (سدرولكت Sedrolect).

وهذا الدواء هو من الأدوية التي تستخدم في علاج الفصام، وقد دخل الأسواق حديثاً منذ عام ونصف تقريباً، وتنتج هذا الدواء شركة (لون بك)، وبالرغم من أنه قد أدخل الأسواق منذ عام ونصف إلا أنه ليس بالجديد، حيث تمت تجربته قبل عشر سنوات تقريباً، ولكنه أدى إلى بعض المشاكل البسيطة في القلب لدى بعض المرضى، ومن ثم تم سحبه من الأسواق، ولكن بعد أن خضع الدواء لمزيد من الدراسات والتجربة على المرضى اتضح أنه عقار سليم وجيد وفعال، والآن يُنصح بعمل تخطيط للقلب عند بداية أو قبل بداية استعمال الدواء، وأن يجرى هذا التخطيط بعد ثلاثة أشهر من بداية استعمال الدواء، وهذا نوع من التحوط، فلا تنزعج لهذه الحقيقة ولكن هذه هي متطلبات الشركة التي أدخلت الدواء إلى الأسواق.

والسدرولكت يساوي في فعاليته الأدوية الأخرى المضادة للفصام مثل الزبركسا والرزبريدون، ولكن هناك ملاحظات أو أبحاث تشير أنه ربما يكون أفضل على بقية الأدوية، في أنه يحسن المقدرات المعرفية للمريض.

ويعرف أن مرض الفصام بجانب ما يوجد من اضطرابات في السلوك وهلاوس وضلالات وظنانات وأفكار خاطئة وأفكار متطايرة وهكذا، بعض المرضى يفتقد مقدراته المعرفية ويصعب عليه التواصل والتحاور مع الآخرين، وجد أن هذا الدواء يحسن هذا الجانب، وإذا اتضح أن هذا الأمر حقيقي فأعتقد أن ذلك سوف يكون أمراً طيباً وجميلا؛ لأن إضعاف المقدرات المعرفية هي جزء أساسي في مرض الفصام، والأدوية السابقة بالرغم من أنها قد تساعد، ولكن قد لا تحسن حالة المريض المعرفية للدرجة المقبولة.

وعموماً أقول لك: إن الدواء جيد وفعال، والجرعة التي وصفها الطبيب هي جرعة صحيحة، فأرجو الالتزام، وأرجو الاستمرار على نفس الدواء، ونحن ننصح أن لا يُحكم على الدواء بالنجاح أو الفشل قبل ثلاثة أشهر على الأقل من بداية العلاج، فأرجو أن يُعطى الدواء هذه المدة وهذه الفرصة، وبعد ذلك يُحكم عليه إذا كان علاجاً جيداً يمكن الاستمرار عليه، وإذا لم تثبت جدواه يمكن الانتقال إلى دواء آخر.

ويفضل الاستمرار مع نفس الطبيب، وهذا الطبيب يظهر أنه جيد، ويظهر أنه متابع للمتغيرات والأبحاث الجديدة، فأرجو أن تستمر معه، وأرجو أن تكونوا حريصين على أن يتناول أخوك علاجه بالجرعة الصحيحة، وبالوقت المعلوم، وبالالتزام تام؛ لأن ذلك أهم مقومات نجاح العلاج.

أرجو أن يعامل هذا الأخ معاملة عادية بقدر المستطاع، وأن نجعله يشارك اجتماعيّاً في المناسبات، وأن يؤهل التأهيل الاجتماعي، بمعنى أن تكون له نشاطاته وأن تكون له مشاركاته الاجتماعية، وأن نشجعه على ذلك؛ لأن ذلك من أفضل الطرق التي تؤهل المرضى اجتماعياً، وتساعدهم على استرداد مهاراتهم التي افتقدوها من خلال المرض.
وختاماً: نشكرك كثيراً على اهتمامك بأمر أخيك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً