الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب، ولكن الاكتئاب يأتي أكثر من الهوس وهو الغالب، فما هو أفضل دواء وجرعة أتناولها؟ علماً بأني حالياً على ايفكسر 150 صباحاً، ديباكين 500 كرونو صباحاً ومساء، فافرين 100 مساء، سيركويل 300 صباحاً ومساء، وما زلت أعاني من مشكلة عدم الرغبة للخروج وقليل من الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك.

فإذا كان التشخيص القاطع لحالتك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية مع ميول لنوبات الاكتئاب أكثر، فالدواء الأمثل فيما يخص مثبتات المزاج هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (لاميكتال Lamictal) ويعرف علمياً باسم (لاموترجين Lamotrigine) أو عقار (ليثيم Lithium)، هي الأدوية الأفضل، والتي أثبتت فعاليتها، والأبحاث الآن تشير أن اللاميكتال هو الأفضل.

وجرعة اللاميكتال تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما يومياً لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى خمسين مليجراما، وتبنى الجرعة حتى يمكن أن تصل إلى مائة وخمسين مليجراما في اليوم، هذا الدواء في الأصل هو علاج إضافي للصرع، ولكنه وجد أنه من مثبتات المزاج الجيدة، خاصة إذا كانت النوبات الاكتئابية أكثر، أما الليثيم فهو عقار قديم، وهو أيضاً عقار ممتاز، وإن كان بعض الأطباء لا يميلون لاستعماله لأنه قد يسبب بعض المشاكل في الكلى، وإن كان هذا نادر الحدوث.

قد تستغرب جدّاً، ولكن هنالك من العلماء من يرى أن استعمال مضادات الاكتئاب في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية غير منصوح بها، وربما تجعل النوبات الاكتئابية أو حتى الهوسية أكثر حدوثاً. هذا الكلام قد يكون مستغرباً ولكن الأبحاث تشير إليه.

عموماً أنا لا أرى أبداً هنالك داعٍ أن تتناول نوعين من أدوية الاكتئاب، والفافرين Faverin بالرغم أنه دواء جيد ولكنه يعرف عنه أنه يتداخل كثيراً مع الأدوية الأخرى ويأكلها؛ لأن الإنزيمات التي تفرز عن طريق هذا الدواء تقلل من فعالية الأدوية الأخرى.

فأرى من الأفضل لك أن تتوقف عن الفافرين بعد الرجوع إلى طبيبك ولا مانع من أن تظل على جرعة الإفكسر Efexor كما هي، والسروكويل Seroquel عقار ممتاز وجيد وهو مثبت للمزاج ووجد أيضاً أنه يحسن كثيراً من نوبات الاكتئاب المتكررة.

إذن: استمر على الإفكسر واستمر على دبكين كورونو Depakine chorono بجرعة ألف مليجراما (حبتين) في اليوم، واترك جرعة السروكويل كما هي، ويمكنك إضافة اللاميكتال، ومن الأفضل أن تتوقف عن الفافرين.

لا بد بجانب العلاج الدوائي أن تؤهل نفسك اجتماعياً، بأن تضع لنفسك برامج يومية، ولا بد أن تصر الإصرار القاطع على تنفيذه هذه البرامج، هذه البرامج يجب أن تشمل التواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة، والحرص في الالتزام بالمواعيد، التميز المهني، المحافظة على العبادات – وهكذا – لا بد أن تكون لك خارطة ذهنية تشمل على كل البرامج الحياتية التي تجعلك تحس بالفعالية، هذا أمر ضروري جدّاً.

ممارسة الرياضة تعتبر ضرورية وهامة جدّاً؛ لأن الرياضة تمتص كل الطاقات السلبية لدى الإنسان، أرجوك أيضاً أن تحرص على التفكير الإيجابي، انظر إلى الإيجابيات في حياتك، وهو لا شك أنها كثيرة جدّاً، والاكتئاب نهزمه معرفياً بأن نغير فكرنا السلبي إلى فكر إيجابي فعال، فلا شك لديك أشياء جميلة وكثيرة في حياتك، فأرجو أن تتذكرها وأرجو أن تتمتع بها، ولا تدع مجالاً للاكتئاب ليسيطر عليك.

بارك الله فيك، فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً