الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة بين الفتاة والشاب عبر الإنترنت.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا كنت مسجلة بمنتدى وتعرفت على شاب بالمنتدى، هذا الشاب جداً محترم بكلامه، ولم أشعر يوماً أنه يريد أن يقترب مني أو نيته شينة، المهم فجأة أرسل لي رسالة خاصة وطلب مني الإيميل، وأعطيته إيميلاً لا أستخدمه كثيراً لأني خشيت أن يكون لا خير فيه، وبعدها يزعجني كلما دخلت.

المهم أعطيته، قلت أرى ماذا يريد؟ فاتضح أنه يعمل بجامعة محاضر، ومعه ماجستير "يعني كبير" وكان كلامنا في قمة الاحترام، وعلى مدى هذه الفترة لم يكلمني بكلامٍ فاحش أو غير لائق.

المهم أنا أريد أعرف، هل علاقتنا محرمة أم لا؟

ثانياً: هو طلب مني المايك، وأنا رفضت، وبعدها طلب مني المايك وقال أنا أتكلم وأنت لا تتكلمين، اسمعيني. أريد أعرف في هذه الحالة حرام أم لا؟

مع العلم أنه من المستحيل أن أعطيه رقم الجوال، أو أكلمه بالمايك، أو أعطيه أي شيء عني. لأني أخاف الله، ولولا مخافة الله ما سألت لأني أول مرة يمر علي هذا الموقف.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ محتارة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

لا شك أن الاستمرار في علاقة مثل هذه - رغم ما ذكرتِ عنها - لا تخلو من أخطار، ومن الطبيعي أن يطلب الإيميل ثم يطلب الحديث بالمايك ثم .... والمرأة عموماً تتأثر بالأسلوب، ومجرد الثناء والعبارات تجعلها تتأثر، ولكن الرجل يتأثر بالكلام ثم يطلب الكلام ثم ينتقل إلى طلب الرؤية، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاتق الله في نفسك، واعلمي أنك مستقبلاً قد لا تملكين قلبك.

ونحن لا نشك فيك ولا نظن بك إلا الخير، ولكننا ننهاه وننهى كل مسلم عن التعرض لمواطن الفتن، وكل مسلم ومسلمة مطالب بالابتعاد عن الفتنة جهده، فدعي ما يريبك إلى ما لا يريبك، واعلمي أن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس.

وأرجو أن تقتربي من أهلك ومحارمك حتى تجدي فيهم من يؤانسك، واقتربي من الصالحات، وأشغلي نفسك بذكر الله والصلوات، واذهبي إلى مواطن الخيرات، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

فاتقي الله في نفسك، وسدي هذا الباب، وكوني واثقة من أن هذا الرجل سوف يزداد بك تعلقاً إن كان فيه خير، وإذا شعر أنك ترفضين الاستمرار دون أن يكون هناك غطاء شرعي للعلاقة التي بينكما والتي كنا نتمنى أن نتعرف على طعمها ولونها ومادتها لتكون إجابتنا أكثر وضوحاً.

ولكن مع كل ذلك نقول: الإسلام دين يرفض أي علاقة خارج إطار المحرمية أو الزوجية، وإذا كانت علاقة علمية فلا بد أن تكون تحت ضوء الشمس، وأمام عين الأهل حتى لا يساء بك وبه الظن، ومن يقف في مواقف التهم فلا يلومن إلا نفسه، ونسأل الله أن يحفظك، ونحن سعداء بحرصك وفرحين بكمال عقلك ووعيك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً