الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أُقنع زوجي بعدم السفر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي يريد السفر للمتعة والسياحة وحيداً ولا يريد أن يصطحبني معه، وقد حاولت بجميع الطرق أن يفشل هذا السفر ولكني لم أستطع، علماً بأني أخاف عليه من الفتنة، وهو في الأساس لا يحب السفر كثيراً، ولكن هناك من أصحابه من يقنعه بالسفر، فكيف أُقنع زوجي بعدم السفر؟

ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نبع الود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يعينك على إقناع زوجك بعدم السفر، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف قلبه عن هذا السفر ما دام ليس فيه من خير وليس هناك له من داعٍ.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإذا كان زوجك رجلاً عاقلاً ولم تعهدي عنه تصرفات شاذة أو علاقات محرمة وليس لديه استعداد لمعصية الله فلا تمنعيه من السفر، ولا تخافي عليه إن شاء الله، وعليك بالتوجه إلى الله بالدعاء أن يحفظه في هذا السفر.

ومن الممكن أن تحولي هذا السفر إذا كان للمتعة إلى طاعة، فانصحيه أن يتفكر في ملكوت السماوات والأرض وأن ينظر إلى نعم الله في خلقه وفضل الله على عباده، وذكريه بأن يستحضر في هذا السفر عظمة الله، وأن تكون نيته في الخروج أن ينظر في ملكوت السماوات والأرض حتى يزيد إيمانه، وبذلك تكونين سبباً في تحويل الدفة إلى الناحية الشرعية.

وعليك أن توصيه بتقوى الله تعالى وعدم إضاعة الصلاة، وذكريه بدعاء السفر المأثور: (اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى)، ولا مانع أن تقدمي له هدية جميلة وهي المصحف لكي يقرأ فيه أثناء سفره، وانصحيه أن يحافظ على ورده اليومي من القرآن الكريم، خاصة قراءة سورة الملك قبل النوم.

وانصحيه بقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وذلك حتى يعينون بعضهم على طاعة الله، كما قال موسى عليه السلام: (( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي شْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ))[طه:29-34].

إذن هذه نصائح عامة تقدم لزوجك سواء كان ذاهباً للسفر للمتعة والسياحة أو ذاهباً لمجرد النظر في خلق السماوات والأرض، وما دمت قد عجزت عن إقناعه بعدم السفر فضيفي إليه تلك الأشياء التي من الممكن أن تكون حائلاً بينه وبين المعصية، واطلبي منه عدم الإسراف في الإنفاق لأن هذه الأموال سُنسأل عنها بين يدي الله.

وانصحيه بالاجتهاد أن يكون بعيداً عن الأماكن التي فيها الفساد والإفساد حتى لا يضعف، وقولي له: إنك واثقة بأنه عبد صالح وأنه لن يعصي الله ولكن البيئة تترك أثرها على الإنسان، فالإنسان قد يكون في غاية الطاعة والاستقامة ولكن عندما يرى المعاصي ويرى سهولة الوصول إليها فإنه قد يضعف، فعليه أن يتجنب هذه الأماكن التي فيها الفساد والمعاصي، قال الله عن أوليائه المتقين في سورة المؤمنون: ((وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ))[المؤمنون:3]، وذكريه بمراقبة الله وأنه دائماً معه يعلم سره وعلانيته.

وعند السفر أخبريه بأنك ستظلين في انتظاره وأنك مشغولة به وأنه سيأخذ قلبك معه وهو مسافر، وحاولي أن تشعريه فعلاً بأنك ستفتقدينه خلال هذه الرحلة، وأنكم من غيره كالأيتام لن تشعرون براحة المنام ولا بلذة الطعام حتى يأتي بإذن الله، وتخبريه أيضاً بأنك ستظلين تكثرين من الدعاء له ليلاً ونهاراً أن يحفظه الله تبارك وتعالى وأن يرده لك سالماً غانماً.

وحاولي عند خروجه من البيت أن تتعلقي به كنوع من الوداع، وإذا كان لديكم أبناء أيضاً فاجعليهم يتعلقون به ويطلبون منه أن لا يتأخر عليهم، فإذا ما خرج مسافراً فعليك بالتوجه إلى الله بالدعاء والاجتهاد في ذلك أن يحفظه الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرده إليك سالماً غانماً، نسأل الله تعالى أن يوفقه وأن يحفظه وأن يرده إليكم سالماً غانماً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً