الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الحديث عن يوم القيامة وأثره على النفس

السؤال

السلام عليكم.

ما هي أهمية الحديث عن يوم القيامة والعذاب وتأثيره على النفس؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الحديث عن القيامة وما فيها وعن الموت وما يعقبه يبعث في النفوس المؤمنة الدافع العظيم لعمل الخير وخير العمل، وقد يؤثر سلباً على عشاق الدنيا لأنه تذكير لهم بما ينغِّص نعيمهم ويكدر عيشهم.

ومن هنا تتجلى أهمية الحديث عن اليوم الآخر وما فيه حتى لا ينخدع الإنسان بالدنيا ويعطيها أكبر من حجمها، والدنيا متاع قليل، ولا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولا يتعلق بها إلا كل مغرور، والتذكير بالآخرة يضع الأمور في نصابها وصوابها، ويحيي معاني الشوق إلى لقاء الله في نفوس أهل الإيمان، ويجدون بذكر الآخرة التسلية والتخفيف من أحزان الدنيا التي تعتبر سجناً للمؤمن وجنة للكافر، ولا يعني هذا أن الكافر ينعم فيها؛ لأن نعيمها منغص، وهي جنة بالنسبة لما ينتظره من عذاب ونار وخذلان.

وتزداد أهمية الحديث عن الآخرة والعذاب أهمية في الأزمنة التي يحصل فيها طغيان للماديات، كما هو حاصل في زماننا الذي أعمى فيه حب الدنيا أقواماً وسكنت الدنيا قلوب الناس إلا من رحم ربك، ورغم أن الجميع يوقن أن الإنسان لا يأخذ من دنياه إلا قطعة قماش إلا أن أعمالنا والتصرفات دليل على شدة تعلقنا وتشبثنا بالحياة الدنيا.

وقد كان عمر بن عبد العزيز يجمع الفقهاء والفضلاء في داره، فيتذكرون الآخرة والوقوف بين يدي الله ويكونون كأنما بين أيديهم جنازة، إنهم العقلاء الذين:
نظروا في هذه الدنيا فلما علموا أنها ليست لحي وطناً *** جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفناً

ونحن وجدنا من يملك التصور الصحيح الكامل للحياة الذي يجعل المؤمن يعيش سعيداً راضياً ويموت حميداً ويدخل جنة الله مع السعداء، وتذكر الموت يدفعنا للمزيد من الصالحات ويباعد بيننا وبين المخالفات، فلتكثر من ذكر هادم اللذات، وتوجه بالدعاء لمن بيده التوفيق والخيرات، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه وشغل النفس بذكره وشكره.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً