الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق علاجية للتخلص من نوبات الهلع قبل الامتحانات المتمثلة في الشعور بمرض خطير

السؤال

أنا طالب جامعي وأعيش مع أسرتي وخاطب، وقبل امتحاناتي بفترة قليلة مرضت أمي ورأيتها وهي تكاد تموت، ولله الحمد تجاوزت الأمر؛ لأنه حصل في يوم واحد فقط وذهب ثم بدأت امتحاناتي، وكانت على مستوى عالٍ من الصعوبة، وكان يجب أن أنجح حتى أتمكن من الزواج، وهذا هو الشرط لإتمامه، وبعد أن تجاوزت نصف الامتحانات ولم أحل جيداً، ووثقت من الرسوب مرضت في الامتحان، وحصل لي هبوط في الضغط، مع سرعة عالية في ضربات القلب -كما قال الدكتور- وأعطاني دواء لرفع الضغط مرة أخرى، واستخدمته، ولكن ظل الضغط غير منتظم (مرة عالٍ ومرة منخفض) وكنت دائماً أحس بقلة التركيز أو قليل من الدوخة فذهبت إلى استشاري قلب وباطنية وأوعية دموية، فقال لي: إن هذا إجهاد ذهني عالٍ جداً، ووصف لي دواء اركاليون 200 ودواء كونكور كور 2.5 مج لتعديل سرعة ضربات القلب ولله الحمد تعدل الضغط وضربات القلب، ولكن الآن بعد ذلك سيطرت علي فكرة أني مريض مرضاً خطيراً وأني سوف أموت، وأني مسؤول عن جميع من حولي!

لذلك لجأت إلى الله وبدأت أتقرب إليه والحمد لله، هدأ الوضع قليلاً، ولكن لا أزال أشعر بقلة التركيز، وبعض هذه الوساوس لا زالت تطاردني، ويزداد القلق عند الإحساس بها.

وتزداد أيضاً ضربات قلبي معها، وأحس أحياناً بضيق في التنفس، ولا أدري ما هذا الذي عندي؟ مع العلم أني كنت مدخناً ولكن ليس بشراهة وامتنعت عن التدخين نهائياً من حين تعبت في الامتحانات، أي صار لي أربعة أسابيع بدون تدخين نهائياً.

آسف على الإطالة، ولكن ثقتي في الله ثم فيكم أن تفيدوني لكي أطمئن.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء، وجعله لكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

إن حالتك - إن شاء الله – حالة بسيطة، أنت لديك الاستعداد والتفاعل مع الظروف الحياتية بصورة تظهر فيها أعراض القلق النفسي والتوتر، وهذه الأعراض تؤثر على الجهاز السمبثاوي Sympathetic لديك، مما يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وعدم انتظام في ضغط الدم، وهذه كلها عمليات فسيولوجية ولا تدل على وجود أي مرض عضوي.

الحالة من الناحية التشخيصية نسميها بالقلق النفسي مع وجود بوادر لما يعرف بنوبات الهرع أو نوبات الرهاب، وهذه تظهر في شكل هذه الفكرة التي تراودك وهي أنك مصاب بمرض خطير وأنك سوف تموت، هذه علامة من علامات نوبات الهلع ونوبات الرهاب، والهلع أو الرهاب ما هو إلا نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

الحمد لله فإن والدتك الآن هي بخير، وموضوع الامتحانات كان أيضاً هو نوع من التفاعل الظرفي، ونحسب أن ذلك قد انتهى -إن شاء الله- ونسأل الله لك النجاح والسداد والتوفيق.

أنا سعيد جدّاً أن أعرف أنك قد توقفت عن التدخين، هذا التوقف عن التدخين يعتبر أيضاً خطوة طيبة تساعد -إن شاء الله- في أن تبلغ الصحة التامة خاصة وأنت مقدم على الزواج، وأن تتزوج زواجاً طيباً وسعيداً وهانئاً ومستقراً.

بالنسبة لعقار (أركاليون Arcalion) الذي أعطاه لك الطبيب هو دواء يعطى في مثل هذه الحالات، وهو يزيد من حيوية الإنسان، وله أيضاً أثر فسيولوجي لإعطاء الطاقات الإيجابية، فلا مانع من الاستمرار عليه، ولكن لا حاجة لك بأن تداوم عليه لمدة طويلة.

أما عقار (كونكور Concor) (بيزوبرولول Bisoprolol) فهو عقار جيد وممتاز جيد لتعديل ضربات القلب، كما أنه يؤدي إلى استقرار ضغط الدم، وأنا أعتقد أن هذا الاضطراب الذي حدث لك في ضغط الدم كما ذكرت لك هو ناتج من القلق ويسميه البعض باضطراب ضغط الدم العصبي أو العصابي.

علاج حالتك بسيط جدّاً وأتمنى الآن أن تكون قد تفهمت التشخيص؛ لأن ذلك في حد ذاته من أهم الخطوات العلاجية فيما نرى.

بعد ذلك أود منك أن تكون دائماً إيجابياً في تفكيرك، لا تدع للأفكار السلبية مجالاً لتسيطر عليك؛ لأن الفكر السلبي يؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر، والشعور بالكدر والإحباط، وأنت لديك أشياء جميلة في حياتك عليك دائماً أن تتذكرها.

من سبل العلاج الجيدة والطيبة والممتازة في حالتك هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والرهاب، الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أود منك أن تتناوله بجرعة خمسة مليجرام ليلاً كجرعة بداية، والدواء يوجد في عبوة عشرة مليجرام وعشرين مليجراماً، حاول أن تتحصل على عبوة العشرة مليجرام وتناول نصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء...هذا الدواء من الأدوية الطيبة والفعالة والسليمة جدّاً.

بجانب تناول السبرالكس لابد لك من الانتظام في تمارين الرياضية كرياضة المشي أو لعب كرة القدم أو أي وسيلة رياضية أخرى متيسرة بالنسبة لك.

هنالك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي مطلوبة في حالتك وتفيد كثيراً في إزالة القلق والتوتر، خاصة الشعور بضيق التنفس، ومن التمارين الاسترخائية البسيطة هي تمارين التدرج في التنفس، ولتحقيق ذلك أود منك أن تجلس في غرفة هادئة على كرسي مريح أو يمكنك أن تستلقي وتضطجع على السرير، ثم قم بالتفكر والتأمل في حدث سعيد حدث في حياتك، وبعد ذلك أغمض عينيك وافتح فمك قليلاُ، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء، وأمسك على الهواء لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرر هذا التمرين خمس مرات صباحاً وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد فيه - إن شاء الله تعالى – فائدة كبيرة جدّاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وإن شاء الله بتطبيقك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفناه لك سوف تنتهي حالة القلق والهلع الذي تعاني منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر جوري

    السلام عليكم انا اعاني من نفس هذا الموضوع تعبت مره وربي انشاء الله يشفيني ويشفي كل مريض اعجبني الرد جدا حتي اني ارتحت شويه من الكلام الرائع جزاكم الله خيرا انا ضغطي من يوصل 160 علي 100 وتاني يوم ممكن 80 علي 50

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً