السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ ست سنوات من ضيق في الصدر، وسرعة في دقات القلب، وإذا خرجت من البيت لمقابلة الأصدقاء أو الأهل أشعر بضيق وأن قلبي سوف يتوقف، وأحاول أن أرجع البيت بسرعة.

وقد ذهبت للمستشفى فقاموا بالفحوصات أكثر من مرة من تخطيط وجهد وفحص دم للغدة الدرقية فكانت كل الفحوصات سليمة ولله الحمد، وحولوني لطبيب نفسي، فأعطاني علاجاً فارتحت فتوقفت عن تناول الدواء، وبعد فترة رجعت لي الحالة بقوة أكبر، وصرت لا أتحمل الخروج من البيت إلا قليلاً، وإذا حاولت أن أسافر مع الأصدقاء أسألهم عن المستشفيات في المنطقة؟ وكم تبعد؟ وهذا كله خوف مني.

وفي الآونة الأخيرة زادت عليّ هذه الحالة أكثر من قبل، وزادت سرعة دقات القلب والتعرق والضيق، وبعد إجراء تخطيط القلب كان سليماً ولله الحمد، فأفيدوني وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نؤكد لك أن حالتك تعتبر من الحالات البسيطة ولله الحمد، وذلك بالرغم مما تسببه لك من إزعاج، وحالتك هي حالة نفسية وليست حالة عضوية أبداً، وهذه الحالة هي نوع من القلق النفسي المفاجئ يسمى بنوبات الهرع أو نوبات الهلع أو نوبات الرهاب، ولا تعرف أسباب حقيقية لهذه الحالات، ولكن يعتقد أن بعض الأشخاص لديهم نوع من الاستعداد بسبب حساسية في شخصياتهم، أو يكون الواحد منهم قد تعرض لموقف كان فيه خوف، وهذا ربما يكون أدى إلى ترسبات في داخل النفس وفي العقل الباطني.

والعلاج سهل وبسيط، والدواء هو جزء من الرزمة العلاجية، ولكن الدواء وحده ليس كافياً، وهذا هو الذي أدى إلى الانتكاسة بعد أن توقفت عن الدواء.

والعلاج ينقسم إلى ما يعرف بالعلاج السلوكي ثم العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي يتمثل في أن تتفهم حالتك، ولذا كنتُ حريصاً أن أعطيك بعض التفاصيل، وأكرر وأقول أن هذا مجرد قلق نفسي وليس أكثر من ذلك.

ثانياً: أرجو أن لا تعيش تحت القلق التوقعي، بمعنى أنك تتوقع أن هذه الحالات سوف تحدث لك للدرجة التي – كما تفضلت وذكرت – حينما تسافر إلى مكان تسأل هل هناك مستشفيات في تلك المنطقة، هذه دعوة صريحة لأن تأتيك الأعراض، فحاول بقدر المستطاع أن تتجاهل هذه المشاعر ولا تعطيها اهتماماً أبداً.

ثالثاً: هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة وممتازة، والحمد لله يوجد لديك في الكويت مدارس وأخصائيون للصحية النفسية، ويمكنك أن تذهب إلى أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً ليدربك على تمارين الاسترخاء بدقة وتحاول أن تطبقها بكل التزام، وإذا لم يتيسر لك الذهاب إلى أحد الأخصائيين النفسيين فيمكنك أن تتحصل على شريط أو كتيب أو سي دي يوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.. هذا يُشكل الداعم الرئيسي لعملية العلاج السلوكي.

رابعاً: عليك أن تحقر فكرة القلق نفسها، وخاطب نفسك وقل: (لماذا أقلق؟ لا شيء يجعلني أقلق أبداً)، هذا إن شاء الله يبني لديك استجابات إيجابية داخلية تساعدك في التخلص من هذا القلق.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وأعتقد أنك في حاجة إلى هذا العلاج الدوائي، وهناك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، هو من الأدوية الفعالة والممتازة، أرجو أن تبدأ في تناوله، والجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرامات ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بجانب السبرالكس هناك علاج إضافي مساعد بسيط يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) صباحاً لمدة ثلاثة أشهر، وإذا كانت الضربات والخفقان الذي تعاني منه بالشدة والإزعاج الشديد فلا مانع من أن تتناول عقاراً يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويسمى علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرام عند اللزوم.

أنا على قناعة كاملة بإذن الله أنك بتطبيقك للإرشادات السابقة وتناولك للأدوية التي وصفتها لك سوف تختفي نوبات القلق الحاد هذه، ونصيحتي لك ألا تكثر التردد على الأطباء، واعرف أن حالتك ليست عضوية إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.