الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع وألم في الصدر وغثيان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من نوبات صداع وحريق في الرأس، وغثيان أحياناً، وآلام في كتفي الأيسر وصدري يمتد نزولا مع ذراعي.

علماً بأنني لست حاملاً فأنا أضع اللولب، كما أني كنت أعاني من روماتيزم في القلب عندما كنت صغيرة، وجاءني في الصغر على شكل آلام في قدمي اليسرى، والآن عاد إلي الألم في قدمي، ولكنه الآن يصعد إلى ركبتي مع مفصل القدم، وقبل ذلك كنت آخذ حقنة كل (21) يوماً، ولكني توففت عنها منذ 4 سنوات، وعملت تخطيط قلب في عيادة عامة؛ لأنه في المدينة التي أنا فيها حالياً لا يوجد طبيب قلب، وقالوا لي إن عندي سوفل باللغة الجزائرية، وطبعاً الطبيب العام أعطاني فيتامين لفقر الدم ونقص المغنيسيوم كما يقول، لكني لا أحس بتحسن كبير.
أشيروا عليّ.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كان هناك سوفل (تسمى نفخة باللغة العربية) فيجب مراجعة طبيب القلب، وقد يحتاج إلى إجراء صورة بالايكو للقلب Echo لمعرفة إن كانت هذه النفخة وظيفية أي أنها ليست عضوية، وأنه بسبب فقر الدم، فقد تظهر بعض النفخات في القلب والتي تختفي مع العلاج.
أما إن كانت هذه النفخة عضوية بسبب إصابة صمامات القلب بالحمى الروماتيزمية فقد تحتاجين للعلاج بإبر البنسلين طوال العمر، وهذا كله يعتمد على مدى تأثر الصمامات، وإن كان هناك إصابة عضوية أم لا .

وأما الآلام المفصلية فهناك العديد من الأمور التي قد تسبب آلاما في المفاصل، فقد يكون هناك التهاب في المفاصل إن كان هناك تورم في المفصل، أما إن لم يكن هناك تورم فقد يكون الأمر إجهادا على المفاصل، وهذا أيضاً ينطبق على مفصل الكتف.
أما الصداع فيجب التأكد من الضغط، والأمور الأخرى التي قد تسبب الصداع، ومنها الأسنان والجيوب.

فإن كان الألم الذي تعانين منه في نصف الرأس فهو صداع الشقيقة ( الصداع النصفي) التقليدي ولو أنه صداع نصفي إلا أنه في بعض المرضى يكون في الطرفين، فالشقيقة عادة ما تبدأ بمراحل مبكرة أو الإنذار، وهي أعراض تسبق الشقيقة، وبها يدرك المريض أن نوبة الصداع سوف تأتي ومن هذه الأعراض، الإحساس بتعب غير عادي، وتثاؤب، وتقلبات في المزاج (انفعال زائد، كآبة شديدة، ابتهاج، أو تشويش فكري) كذلك الرغبة في تناول أطعمة معينة.
ثم يشعر المريض ببعض الاضطرابات السمعية أو البصرية التي تسبق النوبة، والتي تسبب صداعاً قوياً، ومع ازدياد الألم تزول الشهية، ويبدأ الدوار، والتقيؤ، وعند البعض الروائح غير محتملة، وقد تدوم النوبة 72 ساعة، ويحتاج المريض فيها للراحة والابتعاد عن الضوء والأصوات.

أما علاج النوبات فيمكن أخذ المسكنات العادية من باراسيتامول أو بروفن أو فولتارين عند النوبات، فإن لم ينفع ذلك فهناك أدوية تؤخذ عند بداية الهجمة لتوقيفها، ومن هذه الأدوية:
Sumatriptan ( imigran)، Rizatripan ( maxalat ) . zolmitriptan ( zomig)
وهناك أدوية تستخدم لمنع الهجمات من التكرر ومنها:
Propranolol ( inderal)، Pizotifen ( sanomigran) amitryptaline .

وهذه الأدوية تؤخذ تحت إشراف الطبيب ولاختيار الجرعة المناسبة لك.
أما إن كان الصداع بشكل ضغط على الرأس من الطرفين فهو صداع التوتر العضلي، وهذا النوع من الصداع يسمى أحياناً صداع الإجهاد - وهو أكثر أنواع الصداع انتشارا بين البالغين.
ويظهر هذا الصداع بشكل دوري متقطع من فترة لأخرى مرتين أو ثلاثا في الشهر، أو بشكل يومي مزمن.
ويكون هذا النوع من الصداع بشكل حزام ضاغط على الرأس، وتتراوح شدته في أغلب الحالات بين خفيف إلى متوسط، وقد يكون شديداً لدى البعض، وقد تمتد فترة الصداع من نصف ساعة إلى عدة ساعات وربما أيام، ويبدأ عادة خفيفا ثم يتدرج في شدته، وأكثر ما يحدث في ساعات النهار.

وأما صداع التوتر اليومي المزمن فيكون متركزا في مقدمة أو جانبي الرأس، ومع أن درجة الصداع تختلف من وقت لآخر، إلا أن الصداع يبقى موجودا في معظم الأوقات.
وهذا النوع من الصداع لا يخلف أية آثار عصبية أو حركية على المريض، ولا يعدو عن كونه صداعا في الرأس، وتتراوح نسبة المصابين بصداع التوتر ما بين 30 – 80 % من الناس، وأما صداع التوتر المزمن فلا يصيب أكثر من 3 % من الناس، والنساء يصبن بصداع التوتر أكثر من الرجال.

ولا يوجد هناك سبب واحد يعزى إليه صداع التوتر، وهو لا يتأثر بالعوامل الوراثية، غير أن بعض الأمور تزيد من صداع التوتر ومن ذلك:
- قلة الراحة، وزيادة المجهود البدني، والانشغال الذهني.
- الضغوط النفسية والذهنية ( في الدراسة والامتحانات والعمل وغيرها ).
- الجلوس والنوم بطريقة غير مريحة.
- التعرض لصعوبات اجتماعية أو عائلية أو وظيفية.
قد يترافق مع صداع التوتر أعراض أخرى مثل الإجهاد والكسل، وصعوبة النوم، والتوتر النفسي، وسرعة الانفعال، وضعف التركيز.
غير أن أهم ما يميز صداع التوتر هو خلو المريض من أية أعراض أو علامات عصبية، سواء كانت عابرة أو مزمنة، فلا يشكو المريض من ضعف العضلات، أو من تأثر النظر، أو من الخدر والتنميل في الأطراف، أو من فقد الوعي أو غيرها.
يعالج صداع التوتر بالمسكنات المتاحة دون وصف الطبيب، مثل: الباراسيتامول (بنادول / تايلنول ) أو بروفين أو فولتارين.
يجب أخذ أقل جرعة تفيد في التخلص من الصداع، وإذا اضطر المريض لأخذ المسكنات بكثرة فعليه مراجعة الطبيب؛ لأن الإكثار منها قد يسبب ما يعرف بالصداع العكسي، والذي يعني حدوث الصداع عند التوقف عن أخذ المسكنات.
وهناك وسائل أخرى لعلاج صداع التوتر منها ممارسة تمارين الاسترخاء، وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية المترافقة معه.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً