الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرف مهنة التمريض وأهمية استحضار ذلك لدى الفتاة المسلمة

السؤال

أنا طالبة بالمعهد الفني للتمريض، أجد المواد سهلة؛ ولكنني عندما أذاكرها أحس أنها صعبة، وأشعر أني مستهترة، وليس لي صديقة تساعدني على التغلب على إحساسي بالوحدة.

كيف أنظم وقتي، وأعمل بهذا النظام؟ وكيف أختار صديقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأريدك أولاً: أن تستشعري قيمة مهنة التمريض، هذه المهنة مهنة عظيمة وممتازة، وهي مهنة إنسانية إذا أوفاها الإنسان حقها، في الماضي كانت هنالك مفاهيم خاطئة عن الذين يعملون بالتمريض، ولكن هذه المفاهيم بدأت في التغير ولله الحمد، وأقول لك: إن الممرضة التي تعمل بأمانة وتستشعر مسئوليتها، وتعرف أن الشفقة والأمانة والإنسانية هي من الأصول المطلوبة في مهنة التمريض، وفي كل المهام الطبية وربما في أي عمل يقوم به الإنسان؛ هي الصادقة حقاً.

فأنا أريدك أن تعرفي أن رسالتك إن شاء الله هي رسالة سامية، وأن ما تقومين به من دراسة هو تخصص ممتاز، وأنا أود أن أفيدك بمعلومة: أنه يوجد الآن نقص في التمريض في جميع أنحاء العالم، فالممرضة أو الممرض ذو المؤهل وذو المقدرات يجد فرصة للعمل بكل سهولة، فهنالك حاجة سوقية واضحة في التمريض، فهذا يجب أن يكون حافزاً ودافعاً ومشجعاً لك؛ لأن الإنسان إذا قويت قناعاته بما يدرسه أو يقوم بعمله هذا سوف يجعله مجدّاً ومجتهداً ويؤدي دراسته وعمله برغبة.

إذن استشعار أهمية الدراسة للتمريض هي المحرك الأساسي والعامل الأساسي الذي سوف يجعلك أقوى رغبة، وأكثر انضباطاً وشعوراً بالمسئولية في الدراسة.

أنت تقولين: إن المواد سهلة، هذا أمر طيب، ولكني أقول لك: إنها ليست سهلة إلا على من سهلها الله عليه، وسهلة لمن يجتهد ويثابر، ويجب ألا تكون قناعاتك بالقليل، يجب أن تكون قناعاتك بالكثير، أي بالتميز وبالرفعة العلمية، وأنا أقول لك: الآن أنا أعمل في مكان به من حملن درجة الدكتوراه في التمريض ويتميزن بقوة علمية ووضع اجتماعي ووظيفي متميز.

فإذن الطريق أمامك ممهد بإذن الله فقط عليك أن تستشعري أهمية المسئولية، وبأن اختيارك كان اختياراً صواباً، هذا يشعرك بالمسئولية، وإن شاء الله يزيل الشعور بالاستهتار.

ثانياً: نرجع إلى الأسس المعروفة وهي: أن تكوني منتظمة في الدراسة، أن تحضري جميع المحاضرات وجميع الأنشطة العملية، أن تكوني لبقة، أن تركزي في أثناء المحاضرات، وأن توسعي من آفاقك ومداركك خارج المقرر الأكاديمي، هنالك معلومات كثيرة يمكن أن تكتسبيها عن التمريض حتى وإن لم تكن مطلوبة للامتحانات ولكنها سوف تقوي من رغبتك، وتحسن من أدائك وتجعلك تنظمين وقتك بصورة أفضل.

لا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد، اجعلي لنفسك طريقة واضحة لاستثمار الوقت، واستثمار الوقت يحدث إذا أدرنا وقتنا بصورة صحيحة، وقسمنا اليوم والليل حسب ما هو مطلوب ومفيد: خصصي وقتاً للراحة -وبدأت بالراحة لأني أرى أن الراحة مهمة، وأنا لا أدعوك للتكاسل-، خصصي وقتاً لعباداتك -هذا ضروري ومهم-، خصصي وقتاً لممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، خصصي وقتاً لأن تروحي على نفسك بما هو مشروع، خصصي وقتاً للدراسة، وهكذا.. إذن استثمار الوقت بصورة صحيحة مهم جدّاً.

بعض الناس يضع جدولاً ويكتبه كتابة ويلتزم به، والبعض يضع جدولاً في ذهنه وهذه نسميها بالخارطة التفكيرية، أي أن تضعي لنفسك هذه الخارطة وتلتزمي بها دون تأجيل أو تسويف أو تهاون، هذا يجب أن يكون مبدأك، وهذا لا يتأتى إلا إذا شعرت بالمسئولية كما ذكرت لك. ولا بأس أبداً من أن تستعيني بزميلاتك في بعض الأحيان، فإن الدراسة الجماعية تفيد البعض.

أما بالنسبة لاختيار الصديقة: فإن الأسس والأطر معروفة، أولاً: اختاري ذات الدين، اختاري ذات الخلق، اختاري التي تطمئنين لها، واختاري من تكون لا أقول في طبقتك الاجتماعية ولكن من تحسي أن هنالك تواؤم اجتماعي بينك وبينها، ومن أفضل طرق اختيار الأصدقاء هو ألا أكون مندفعاً وألا أكون متردداً في نفس الوقت.

تعرفي على الناس بصورة معقولة، ثم بعد ذلك تدارسي شخصيته، تدارسي سلوكه، وحين تجدين من هي حسنة الخلق والسلوك هذه بالطبع يمكن أن تتخذ صديقة، وعليك أيضاً أنت أن تأخذي بالمبادرات؛ لأن الطرف الآخر لن يستجيب لك إذا أنت لم تكوني مبادرة، تبسمي في وجه صديقاتك، كوني محترمة، وكوني مقدمة على ما هو جيد وفعال لمساعدة زميلاتك.. هذه هي الأسس.

وأعرف صداقات عظيمة قد تكونت بين الفتيات في مراكز تحفيظ القرآن، وحين يذهبن لتلقي الدروس في الكثير من المجمعات والوسائل التي تتيح مثل هذه الفرص.

لا تقولي: لأننا نتحدث من موقع إسلام ويب دائماً نركز على هذا الجانب.. نعم يهمنا كأمر دعوي أن نذكر أنفسنا والآخرين بأمر الدين، ولكني أقول لك: من الناحية النفسية ومن الناحية السيكولوجية أثبتت الدراسات الآن أن الترابط الأخوي الذي يقوم على العقيدة هو أحسن وأفضل أنواع الترابط والصداقة التي تطمئن لها النفس الإنسانية وتسكن إليها، فأرجو أن تأخذي بهذا.

وأسأل الله لك التوفيق والثبات، وأنا واثق ثقة كاملة أنك إن شاء الله سوف تتقنين دراستك وتتحصلين على الدرجة الرفيعة، وبعد ذلك العمل.

وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً