الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق علاجية وسلوكية للتخلص من نوبات القلق النفسي الحاد

السؤال

السلام عليكم.

أصبت منذ أربع سنوات وبشكل فجائي بخفقان شديد في القلب، وهذا كان بعد استيقاظي من النوم وكأني سوف أموت، مع ضيق شديد في التنفس، وقد أُدخلت المستشفى وبعد الفحوصات تبين أن كل شيء سليم، وعملت تخطيطاً للقلب وتبين أنه سليم، ووصفوا لي دواء (Inderal) لتخفيف الخفقان الشديد.

وقبل سنة أصابتني نفس الحالة وبعد الفحوصات تبين أن كل شيء سليم، فحص الغدد الدرقية والدم كاملاً، وتخطيط القلب، ووصف لي نفس الدواء، والآن بدأت أخاف وأفكر بشكل دائم من أن تعاودني الحالة، والآن أحس بضعف عام وضيق بسيط في التنفس.

علماً بأن طولي 162 سم، ووزني 48 كج، وضربات قلبي غير منتظمة، ولكن الدكتور يقول: إنه ليس هناك أي مشكلة في القلب أو الرئة، فما الحل؟ وماذا أفعل إن عاودتني؟ ففي كل مرة تستمر شهراً ولا أستطيع أن أفعل شيئاً غير النوم بالفراش، وتناول نفس الدواء، ولكني الآن لا أتناوله، وأنا مدمنة على الاستمناء، وأعاني من الملل الزائد، فلا شيء يبعد عني الملل.

وشكراً جزيلاً ووفقكم الله لما تحبون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحالة التي حدثت لك تعرف بنوبات الهرع أو بنوبات الهلع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد، وبكل أسف معظم هذه الحالات لا تذهب إلى الطبيب النفسي، بل يتم الفحص غالباً بواسطة الطبيب الباطني أو طبيب القلب، ويتضح أن كل شيء سليم، ومن المفترض بعد ذلك أن يتم التحويل إلى الطبيب النفسي؛ لأن العلاج النفسي هو الذي يقضي على مثل هذه الحالات.

وعموماً أنت لم تفقدي الكثير وعليك الآن الذهاب لمقابلة الطبيب النفسي، فهنالك آليات علاجية كثيرة، وإذا كان ذلك غير ممكن أقول لك:
هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء عليك أن تمارسيها بصورة منتظمة، وفي هذه التمارين: عليك أن تجلسي في مكان هادئ أو تستلقي على السرير، وبعد ذلك فكري في أمر جميل وطيب أو قومي بالاستماع إلى القرآن الكريم بصوت منخفض، وأنت في هذا التأمل الطيب والسعيد قومي بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء قليلاً في صدرك، وبعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم في هذه المرة.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح وفي المساء، ولابد أن تستمري عليه لمدة ثلاث أسابيع على الأقل. هذا هو خط العلاج الثاني، حيث إن خط العلاج الأول هو أننا قمنا بتوضيح الحالة لك وهي نوع من القلق وليس أكثر من ذلك.

أما العلاج الثالث فهو العلاج الدوائي، والإندرال من الأدوية التي تساعد ولكنه ليس هو الدواء الأفضل، بل الدواء الأفضل هو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتحصلي عليه وتبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً بعد الأكل، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أيضاً، وبعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية الممتازة والأدوية الفعالة وهو يناسب طولك، كما أنه يساعد -إن شاء الله- على زيادة الوزن، وأنت أيضاً مطالبة أن تجعلي لحياتك معنى، بأن تتواصلي اجتماعياً، اذهبي إلى أماكن حفظ القرآن، وانضمي إلى جمعيات الفتيات والنساء التي تعمل في مجال الإصلاح والدعوة، فإن هذا فيه خير كبير لك، وحاولي أن تشاركي أهلك في أعمال المنزل، وتواصلي مع أرحامك، ورفهي عن نفسك بما هو طيب ومشروع... هذا كله -إن شاء الله- يساعدك كثيراً.

ولا شك أن قضاءك لوقت طويل في النوم على الفراش هذا ليس بالصحيح، فإنه مضر لصحتك الجسدية ولصحتك النفسية، ولا شك أنك في عمر يجب ألا تضيعيه في النوم وعدم الاستفادة منه فيما هو مفيد، لا شك أن ما ذكرته حول إدمانك على الاستمناء هو أمر محزن، فإن هذا أمر لا يليق بالفتاة المسلمة، وهذا أمر بغيض وهذا أمر مرفوض، وإن شاء الله الدواء الذي وصفناه لك سوف يساعد على زوال القلق والملل، ولكن لابد أن تكون لك الإرادة أن توقفي هذه العادة القبيحة، فإن هذه العادة تعود عليك بالضرر النفسي وتجعلك تحسين بالتوتر والقلق والشعور بالذنب، وسوف تؤدي أيضاً إلى صعوبات جنسية في المستقبل، وأنا أخاف تماماً أنها سوف تؤثر كثيراً على أعضائك التناسلية، وفوق ذلك لا شك أن هذا أمر لا يليق بالفتاة المسلمة، نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يهبك الصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً