الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالخوف من الوحدة والظلام نتيجة معايشة حالة احتضار ووفاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي في مصر، أعيش مع أختي، وأهلي يعملون بالخارج، ولقد توفي جدي رحمه الله، وظللت ثلاثة أيام في بيت جدي وحزنت لفراقه وحضرت احتضاره وجنازته، وهي أول مرة لي أرى فيها أحداً في لحظات الاحتضار، ومنذ أن عدنا إلى منزلنا وأنا أعاني من خوف ورعب وأوهام لم تحدث لي من قبل، وهذه الأشياء تحدث لي بمجرد التفكير فيها أو الحديث لأي شخص عما يحدث حيث أنني أخاف الجلوس منفرداً.

وكذلك أخاف من الظلام حتى وإن كانت هناك إضاءة خفيفة، وكذلك عندما أكون أصلي، فإني من الممكن أن يوهم لي حركة من انعكاس الإضاءة، بل إني أخاف من ظلي!

وعند نومي أخاف تحريك وجهي والمشكلة أني أحاول ألا أظهر ذلك أمام أختي خشية أن يصيبها الخوف، خاصة وأنها تطمئن بوجودي معها في المنزل، وكل هذه الأشياء تصيبني بعدم القدرة على التركيز.

وكذلك أخاف الدخول إلى الحمام، ولا أعرف ما هو سبب كل ذلك؟ رغم أنني في بعض الأحيان أكون طبيعياً، بل يكون قلبي جامداً، وبمجرد التفكير في ذلك يحدث لي كل ما سبق ذكره، وعند سماعي لصوت في الشارع فإن قلبي يرتجف ويخيل لي أنه بالمنزل، ولقد تعبت من ذلك.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإننا نسأل الله الرحمة والمغفرة لجدك، وهذه الحالة التي تمر بها هي نوع من التفاعل الظرفي الذي ظهر في شكل قلق ومخاوف، وسبب ذلك فقدانك لجدك، والقلق في مثل هذه الحالات هو تعبير عن الحزن وفي نفس الوقت تجربتك الأولى لحضور احتضار موت شخص، ولاشك أنها تجربة أيضاً حساسة وانفعالية، واعتقد نسبة استعدادك أيضاً للقلق والتوتر وعدم تحمل مثل هذه المواقف هو الذي جعل تفاعلك وانفعالاتك تكون بهذه الدرجة التي ذكرتها.

عدم التركيز أيضاً مرتبط أيضاً بالقلق والتوتر الظرفي، وعدم القدرة على المواءمة على الموفقة، وهذه الأشياء سوف تختفي بالتدريج، وهذا التفاعل قد يستغرق أسبوعين إلى ثلاثة بعد الوفيات من هذا النوع، وعليك أن تكثر من الاستغفار، وأن تتلوا القرآن، ونسأل الله تعالى أن يثبتك، ولا أعتقد أن هناك مشكلة أساسية بالنسبة لك، يجب أيضاً أن تواجه هذه المخاوف مثل الخوف عند دخولك إلى الحمام، حاول أن تلتزم بأذكار دخول الحمام والخروج.

وأعرف أنه لا توجد أي أسباب تجعلك تتخوف، فأنت إنسان الحمد لله لديك اليقين ولديك الإيمان والقناعة، وأنت طالب جامعي، لك هذه المميزات التي يجب أن تكون دافعاً لك لتواجه هذه المخاوف، وأن لا تنزعج أبداً، وهذه المخاوف لا تعتبرها أبداً ضعفا في شخصيتك، وقلة في إيمانك. هي نوع من التفاعل الإنساني ولكن حين تتعامل مع ذاتك بقوة وثبات وتحقر هذه المشاعر هذا طبعاً سوف يساعدك.

وعليك أيضاً الاستمرار في نشاطاتك الطلابية والاجتهاد في دراستك والتواصل مع أصدقائك وممارسة الرياضة هذه كلها مفيدة جداً.

وإن شاء الله حتى نساعدك في أن تتخلص من هذه الأعراض بالسرعة المطلوبة ننصحك بتناول عقار بسيط باسم موتيفال (Motival )والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة في مثل هذه الحالات وهي حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين ثم يمكن التوقف عن الدواء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً