الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحسست براحة تجاه زميلتي، فهل هذا كاف للتقدم لخطبتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني الأفاضل، أنا شاب مسلم -والحمد لله- على نعمة الإسلام، أحاول قدر الإمكان أن أسير على النهج الصحيح، وأن أبتعد عن اللهو والمعاصي والفتن، وما أكثرها في هذا الزمان.

أنا في المرحلة النهائية للجامعة، رأيت بنتاً تدرس معي في الفصل الدراسي، وأتوسم فيها الخير والصلاح، فهي محترمة، وزيها معقول، خالٍ من الزينة والتزين، وتحافظ على الصلاة، وتحفظ شيئاً من القرآن، وهذا ما علمته عنها (ليس منها).

سؤالي الآن: مع إحساسي براحة داخلية أنها تصلح كزوجة هل هذا يكفي أن أتقدم لخطبتها؟

وإن كان صحيحاً فما هي النصائح التي يجب اتباعها؟ وما هي الطريقة الصحيحة للخوض في هذا الأمر دون أن أرتكب أياً من المحظورات؟ كما أني لم أتحدث معها إطلاقاً، واستخرت الله، ولم أحس بشيء يصرفني عن الأمر.

وهل ترون أن هذا السن مناسب للزواج وللتفكير في الأمر؟

وهل سيستمر الإحساس بالراحة تجاه تلك الأخت الفاضلة بعد ذلك؟ أم أنها فترة أو إحساس مؤقت وسوف ينتهي كل ذلك إذا توقفت عن التفكير في الأمر لفترة وكأن شيئاً لم يكن؟

وكما ذكرت إن كان هذا الوقت مناسباً والتقدم لخطبتها هو الأمر الصحيح، فكيف أقوم بذلك بطريقة شرعية سليمة؟ وماذا يباح لي في التعامل معها في الفترة التي قبل الزواج؟ الكلام فقط أم من الممكن أن نخرج لنشتري بعض الأشياء سوياً ومعنا أختها مثلاً إلى آخر تلك الأمور؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا توسم خيراً في فتاة، ووجد في نفسه ميلاً إليها؛ فإن عليه أن يستخير ويستشير، ثم يتوكل على الخالق القدير.

وأول ما ندعوك للبدء به هو: إخبار والديك برغبتك في الزواج، ولا مانع من إخبارهم بأن هناك فتاةً مواصفاتها كذا وكذا، وبين لهم حاجتك للزواج، ثم اطلب منهم أن يتقدموا بطلب يد الفتاة من أهلها، وهذا الأسلوب يضمن لك مسألتين غايةً في الأهمية:

الأولى: هي علم والديك وموافقتهم.

والثانية: ارتياح أهل الفتاة لك ولفتاتهم؛ لأن الأسلوب الصحيح يكون هكذا، ويزيد من اطمئنانهم مصاحبة أهلك لك، وذلك لأنك في بداية مشوار الحياة.

فإذا حصلت الموافقة المبدئية فلا مانع بعد ذلك من إعلان تلك الرغبة والجلوس مع الفتاة في حضور محرم من محارمها، ولا مانع من الذهاب مع أحد محارمها لشراء بعض الاحتياجات، مع أننا لا نفضل كثرة المكالمات والزيارات، لأننا نقول: (خير البر عاجله)، فإذا حصل الوفاق والتوافق فتلك بشارة عظيمة، و(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

وقد أسعدتني طريقتك في التعامل مع المسألة، وأفرحني علمك بأخبار الفتاة دون أن تعرف، وهذه بدايات صحيحة سوف توصلكم -بإذن الله- إلى الخير والنتائج المريحة.

وكم هو مخطئ من يتوسع في العلاقات دون أن يكون هناك غطاء شرعي! علماً بأنه قد ثبت في دراسات في الغرب وفي بعض عواصم الشرق أن التوسع في العلاقات العاطفية قبل الرباط الشرعي المعلن يعتبر من أكبر أسباب الفشل في الحياة الزوجية، ومتى كانت المعاصي طريقاً إلى الفلاح (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63].

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً