الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الحساسية من لدغ البعوض وطرق الوقاية منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 25 سنة، منذ ولادتي لدي حساسية من لدغ البعوض، خاصة أني أعيش في الريف، ويكثر البعوض خصوصاً في الصيف، فيحدث ورم صغير مكان اللدغة، وأحك جلدي كثيراً فينزف.

ولم أتناول علاجاً إلا منذ سنوات، وهو عبارة عن بعض الكريمات الملطفة، وقد ترك ذلك آثاراً كثيرة وحبوباً وبقعاً في يدي وقدمي، وأستخدم حالياً مستحضر (Off) للوقاية من البعوض، لكن مهما يكن لا أستطيع استعماله طوال الوقت، وقد سمعت عن عشب اسمه (القط) للوقاية من البعوض لكني لم أجده، فما الحل؟ وهل من علاج للآثار الموجودة؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن كانت هذه الحساسية عندك منذ الولادة فهذا يعني أنك بحاجة إلى الوقاية قبل الحاجة إلى العلاج، وذلك لأن الحساسية التي عندك بنيوية، وإن وجود قصة تحسس من لدغ الحشرات يدعو لأن تؤخذ الحيطة بوضع أدوية خاصة لذلك تحت إشراف طبيب مرشد لكيفية استعمالها ومتى ينبغي أن تستعمل.

وهذه الأدوية قد تشمل حبوباً أو شراب الحساسية من مضادات الهيستامين المختلفة، وتشمل أيضاً حبوب الكورتيزون أو حتى حقن الكورتيزون الذي يمكن أن يعطى بالعضل أو حتى بالوريد، كما يمكن أن نضيف الأدرينالين الذي يحقن تحت الجلد إن كان التفاعل شديداً والحساسية مؤثرة على الوظائف الحيوية في الجسم، كأن تؤدي إلى ضيق النفس أو انتفاخ اللسان أو اضطرب نظم القلب، فالخوف الرئيسي من لدغ الحشرات أن تحصل وذمة في الأغشية المخاطية تؤدي إلى إعاقة التنفس، والخطر الثاني هو توسع الأوعية الدموية وحصول وهط وعائي، وبشكل عام يعبر عن ذلك بالصدمة التأقية، وعلاج ذلك الإسعافي المنقذ للحياة هو الكورتيزون ومضادات الهيستامين مع أو بدون الأدرينالين.

وهناك مضاعفات موضعية تتلو لدغ الحشرات مثل الانتفاخ والحكة والألم، وكل ذلك عارض - أي: غير دائم -، وعلاجه عرضي - أي: حسب الأعراض -، وغالباً ما يزول خلال أيام، ولكن من المضاعفات الهامة أيضاً حدوث الإنتان الجرثومي ومضاعفات الإنتان من تخرب النسيج موضعياً أو انتشار ذيفانات الإنتان في الدم وتأثيرها على الأعضاء الداخلية وخاصة النبيلة منها، ومن هذه المضاعفات حدوث التهاب النسيج الخلوي تحت الجلد أو الحمرة، أو التهاب الصفاق وهو البطانة الداخلية، وهذا يعتبر من المضاعفات الخطيرة.

أما الوقاية فتكون بما يلي:

A. استعمال اللباس الساتر، والذي لا يسمح بوصول الحشرات إلى الجسم، وكذلك القفاز والجوارب عند الضرورة.

B. استعمال الشبك على الشبابيك لمنع دخول الحشرات إلى البيت.

C. استعمال المبيدات الحشرية بشكل دوري.

D. استعمال طاردات الحشرات (إنسيكت ريبالانت)، وهي مواد لها تأثير مديد لعدة أشهر بطرد الحشرات نتيجة رائحتها.

E. هناك أجهزة كهربائية تقتل الحشرات، مثل المستعملة عند مراكز اللحوم الكبيرة.

F. هناك أجهزة كهربائية تصدر ذبذبات تطرد الحشرات، ولكل نوع من الحشرات ذبذبة خاصة، كما يوجد منها للصراصير، وآخر حتى للفئران، وتجنب المناطق الموبوءة.

وأما لو حدثت اللدغات فعندها نعالج هذه اللدغات الموجودة، ولا يعني علاج اللدغ الموجود أنه لن يحدث لدغ جديد، ويتم ذلك كالتالي:

1. استعمال مضادات الهيستامين مثل (الكلاريتين) أو (الزيرتيك) بشكل دوري يومي إلى أن تنتهي الأزمة، ومن مضادات الهيستامين (الكلاريتين 10 ملج) أو (الزيرتيك 10 ملج)، أو (الأورياس 5 ملج)، أو (الزيزال 5 ملج)، أو (التلفاست 120 ملج أو 180 ملج)، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل (الهايدروكسيزين 10 ملج أو 25 ملج)، وأي نوع من هذه المضادات يؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.

2. يجب تجنب الحك قدر الاستطاعة؛ لأن الحك يولد الحك، والحك يولد الهيستامين الذي هو يحدث مزيداً من الشعور بالحكة.

3. استعمال المراهم الكورتيزونية، مثل (البيتنوفيت) أو (اللوكويد) أو (الكيوتيفيت)، وفي حال انفتاح الجلد واحتمال التقيح يفضل استعمال الكورتيزونات المخلوطة بالمضادات الحيوية.

4. في الحالات المتقيحة يجب استعمال مضادات حيوية كافية للوصول إلى وقاية كافية من الإنتان الذي هو سبب رئيس لتنخر الجلد وإحداث التهاب النسيج الخلوي (سيليولايتيس).

5. في الحالات المتقدمة يجب إعطاء الكورتيزون عن طريق الفم أو حتى الحقن، وذلك إن كان التفاعل مع اللدغ شديداً أو واسعاً، أو سبب ضيقاً في النفس أو اضطرابات في نظم القلب.
وأما عشبة القط فلا داعي لها بوجود الأدوية التي ذكرناها أعلاه.

وأما الآثار التالية للدغ الحشرات فيجب علاجها الوقائي بتجنب حدوثها كما ذكرنا أعلاه، وبتجنب الحك والخدش والتخريش والتهييج للجلد الملدوغ، وأما ما يبقى على الرغم من الوقاية فيمكن تحسينه بالكريمات المبيضة، والتي نذكر منها:
(بيوديرما وايت أوبجيكتيف)، ولكنه يبيض المسمر ولا يبيض الطبيعي، (فيدينغ لوشن) لشركة غلايتون، (ديبيغمنتين)، (أتاشي كريم)، (تريتينوين)، (ديرما لايت)، مستحضرات ريكسول للتبييض، و(كريم سويا يونيفاي)، (الدوكين) و(الدوباك) لكل منهما 2% و4%.

باختصار وبعد عرض ما تقدم فإنه يجب ما يلي:

• استعمال مضادات الهيستامين والمضادات الحيوية، وأحياناً الكورتيزون حسب شدة الحالة أو ما يقدره الطبيب الفاحص المعاين.

• يجب عمل الإجراءات الوقائية لتفادي حدوث لدغ حشرات.

• استعمال الكريمات المبيضة لإزالة آثار اللدغ.

• يجب الاحتفاظ بمجموعة أدوية إسعافية في البيت تحت إشراف طبيب للضرورة والطوارئ، والتعلم على استعمالها تحت إشرافه أيضاً، وتوضيح متى ولماذا وكيف تستعمل وفائدة كل منها، وضرورة إدخاله في العلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين احسان

    ملح مع زيت زيتون

  • اليمن بسام الشدادي

    املسي جسميك بفازلين اعاني نفس معاناتيك مجرب

  • ألمانيا أبو اسماعيل

    اعاني نفس معاناتك
    لاكن يحدث تهيج للجلد مكان لسع البعوض وانتفاخ وحكه وتقيح تورم خاصه في الارجل

  • مجهول GIHAN M. HAMDY

    شرح واف ووصف مريح جدا للاعراض والأدوية المعالجة لها وتضمن أيضا سبل الوقاية
    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً