الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حضور زفاف الأخت المشتمل على المعاصي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

السلام عليكم ورحمة الله

ستتزوج أختي قريباً إن شاء الله، حاولت إقناعهم بعدم المبالغة في الأغاني والديجيهات وعدم إحضارها، ولكنهم رفضوا وأصروا على ذلك.

هل أحضر الزفاف أم لا وهو بهذه الصورة؟ مع مراعاة غضب أمي وأبي وأختي في حالة عدم حضوري، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أحسنت بإنكارك عليهم، وأرجو أن تواصل النصح بحكمة وبلطف، فإنك لا تعلم الساعة التي يحصل فيها الاقتناع، وذكرهم بأن نعم الله لا تقابل بالمعاصي؛ لأن ذلك سبب لزوالها، وإنما تقيد بالشكر ومن شكرها عدم عصيان الله بها وفيها، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (إن أقل ما يجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن لا يستخدم نعمه الله في معاصيه).

نحن إذ نرحب بك في موقعك نعلن لك عن سرورنا وفخرنا بوجود أمثالك من الشباب الغيورين على الدين والحرمات، ونسأل الله أن يسددك ويثبتك ويرفعك عنده درجات.

لا شك أن الحكمة مطلوبة في مثل هذه المواطن، وإذا كان غيابك لن يغير شيئاً، بل قد يجلب غضب والديك ويجعلهم يفهمون الأمر في غير وضعه الطبيعي، فنحن نقترح عليك أن تكون في الخدمة والتجهيز، وتظهر الفرح، فإذا جاء الأوان الذي سوف تصدح فيه الشياطين فاخرج من المكان، فإن ذلك أبلغ أثراً، ولو أن كل مؤمن عند المنكر أعلن رفضه بهذه الطريقة لتردد كل من يريد أن يفعل المخالفات، وسوف تعلم عندها أنك لست وحدك، فسوف يخرج معك آخرون وسوف يفكر في تصرفك آخرون، وأهل المعاصي يزعجهم أن يعلن أهل الطاعة طاعتهم لله.

أما الاقتراح الآخر فهو أن تبقى وتعلن إنكارك لما يحصل وعدم رضاك به، وإذا لم يتيسر هذا ولا ذاك فحاول أن توازن بين المصالح المتحققة والمفاسد المترتبة، مع ضرورة أن تعرض هذه المقترحات قبل المناسبة، حتى تتعرف على ردود الفعل المتوقعة، ولا مانع بعد أن تؤدي ما عليك من أن تقول لوالديك أنا مأمور بطاعتكم وبركم والإحسان إليكم، ولكن لا أستطيع أن أقدم طاعتكم على طاعة ربي وسوف أحفظ لكم الود والتقدير والاحترام وسأفعل ما قاله ربي سبحانه: (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ))[لقمان:15].

أرجو أن يعلم الجميع أن الكلمة الطيبة تؤثر وأن الحكمة مطلوبة، وكذلك إظهار الشفقة واللطف، خاصة عندما يكون المنصوح والداً أو والدة، وسوف يكون من المفيد لك وجود من يعاونك على الإنكار من الأعمام والعمات والأخوال والخالات الذين نتمنى أن تنفرد بهم وتنصح لهم، كما أرجو أن تجد من الدعاة والفضلاء من يرشدك، وحبذا لو جاء من يذكر الناس بحفظ النعم وطاعة المنعم الوهاب سبحانه.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو استعمال الحكمة واللطف، وسوف تكون العاقبة لك والفائدة لهم بإذن الله، ونسأل الله أن يكتب الهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً