الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قمت بعمل حمية ولم ينقص وزني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

وزني كبير، وعملت ريجيماً وظهر الفرق في الخسارة علي، لكن عند وزن نفسي يكون هو الوزن نفسه، فما السبب؟ وصاحبتي ضعيفة تريد أن تسمن، وقد جربت الخميرة وغيرها لكن لا توجد فائدة، فماذا تقترح عليها، بحيث يكون آمناً عليها؟ أنتظر جوابكم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تقولين إنك عملت حمية وقد ظهر الفرق بذلك، ولكنك تقولين إن ذلك لم ينعكس على الوزن، فلابد وأن الدهون قد قلت من مكان وقد تجمعت في أماكن أخرى، وللسمنة أسباب عديدة، نذكر أهمها:

1- الوراثة: فكثيراً ما نرى أن العديد من أفراد العائلة الواحدة سمان ولهم شكل واحد، وذلك بسبب وجود المورثات التي تورث السمنة، فإن كان الوالدان بدينين فإن 80 % من الأولاد سيكونون كذلك، وإن كان أحد الوالدين فقط بديناً فإن 40 - 50% من الأولاد سيكونون بدينين.
2- نمط الحياة من كثرة الأكل وقلة الحركة، وأكل الوجبات السريعة التي تحتوي على الكثير من الدهون والسكريات.
3- بعض الناس ونتيجة الضغوط النفسية يتناولون الكثير من الطعام، مما يؤدي ذلك للسمنة.
4- بعض الناس لا يتناولون الكثير، فأكلهم عادي، إلا أن نسبة استقلاب الطعام تكون منخفضة، وبالتالي فإنهم يخزنون ما يزيد عن حاجتهم، وقد تكون هذه الكميات التي يتناولونها -ولو أنها في نظرهم عادية- إلا أنها قد تكون أكثر من احتياجهم، خاصة إذا استمر الوزن بالزيادة.

أما العلاج فنحتاج إلى إرادة قوية للوصول إلى الهدف، وليس هناك علاج سحري في هذا المجال، خاصة وأن السمنة تترافق مع أمراض أخرى مثل السكري والضغط وتضيق شرايين القلب، لذا عليك أن تشحذي الهمة وتقرري أنه يجب أن ينزل وزنك، وعليك بالمشي لمدة 30- 40 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع وبالتدريج، حتى يصبح يومياً إن أمكن ذلك، فالمشي حارق قوي للدهون.

أما بالنسبة للحمية أو الريجيم لتنزيل الوزن وبشكل مستمر، فقد وجد أن أفضل ريجيم يمكن أن تتبعيه ولفترة طويلة هو تقليل كمية ونوعية الأطعمة، ويجب أن تضعي أمام عينيك وزناً معيناً تريدين الوصول إليه بعد فترة تحددينها أنت بنفسك، وبعدها تضعين أمامك الوزن الذي يليه، وخلال فترة معينة، وهذه تحتاج لإرادة وتصميم، وأعتقد أن ذلك ممكن، فكثيرون أمكنهم التغلب على شهوة الطعام، وأمكنهم الإكثار من السلطات والخضروات المسلوقة بدلاً من الأطعمة الدسمة، وخاصة في الليل.

- وجبة العشاء أخف ما يكون؛ لأن الجسم يخزن معظم وجبة العشاء بينما يحرق معظم وجبة الصباح.
- شرب (2 - 1.5) لتر ماء يومياً ومتخللاً الوجبات (قبل الوجبة وبعدها).
ـ استهلاك الخضروات والفواكه بكثرة على شكلها الطازج أو كسلطات.
ـ محاولة الابتعاد عن المشروبات الغازية الغنية بالسكريات، والمكسرات.
ـ تقليل استعمال السكر في المشروبات الساخنة، مثل الشاي والقهوة والحليب.
ـ اقتناء المنتجات قليلة الدسم مثل الحليب قليل الدسم 1%، جبنة قليلة الدسم.
ـ استعمال الخبز الكامل (الأسود) والرز البني الكامل الذين يعطينا الإحساس بالشبع.
ـ أكل ثلاث وجبات رئيسية (فطور، غداء، عشاء) ووجبتين خفيفتين بينها، وعدم تركيز أكلنا فقط في وجبة أو وجبتين.
ـ تقليل استعمال الزيت في الطهي، خاصة طهي الأرز، والمأكولات التي تعتمد على الخضروات مثل البامية واللوبياء.
ـ هناك بعض الأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن إن لزم ذلك، ومنها: Xenical ،Reductil وتؤخذ بإشراف الطبيب.

أما بالنسبة لزميلتك التي تعاني من النحافة، فإنه يفضل إجراء بعض التحاليل عند من يعانون من النحافة؛ وذلك للتأكد من خلوهم من الأمراض التي تسبب نقصاً في الوزن، مثل أمراض الغدة وسوء الامتصاص وفقر الدم والديدان، ومن الصعب على النحيف زيادة وزنه مقارنة بالشخص العادي أو ذي الوزن الزائد؛ وذلك يرجع للجينات الموروثة، أو بسبب زيادة نسبة الاستقلاب أو حرق الغذاء لديه، أو لأنه يمتلك عدداً أقل من الخلايا الدهنية، أو بسبب زيادة طوله، أو لأنه لا يحب تناول الأكل.

هناك بعض الناس من تكون النحافة عندهم في العائلة كلها، وهذا العامل الوراثي يؤثر على نسبة حرق الطعام وتخزينه، فقد تجد شخصاً بديناً يتناول طعاماً أقل بكثير من شخص آخر، وهو يُعاني السمنة، والآخر يعاني النحافة، وهذا يرجع إلى عامل الوراثة وفي حرق الطعام، وعدد وحجم الخلايا الدهنية.

لكي تزيد صديقتك وزنها عليها بزيادة الطاقة الداخلة، بالنسبة للطاقة التي تصرفها في يومها، ويكون ذلك بـ:
- أكل وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من وجبات كبيرة وقليلة، فمثلاً يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسة وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء والثانية بين الغداء والعشاء، والأخيرة قبل النوم.
- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة، كخليط الفواكه مع الحليب (كوكتيل) وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك.
- بدء الوجبة بالطبق الرئيس، وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة.
- تناول الفواكه والخضراوات التي لا بد منها، لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة.
- تناول بعض من الحلويات في نهاية كل وجبة، أو استبدالها بشطيرة من القشطة والمربى أو العسل.
- إضافة زيت الزيتون إلى السلطات.
- تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة، أو إضافتها إلى السلطة والرز.
- تناول كوب من اللبن مع الغداء والعشاء.
- تجنب شرب الماء أثناء الوجبات؛ لأن ذلك يضعف الإنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة.
- مضغ الطعام ببطء وبشكل كاف.
- ممارسة الرياضة بانتظام، فالرياضة تقوّي العضلات وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلاً من زيادة الدهون، كما أنها تفتح الشهية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً