الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيه لشاب يعاني الشعور بالذنب في طلاق المعقود عليها لنفوره منها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل فترة عندما تقدمت لخطبة طليقتي وهي من أقاربي -وبالذات عند السؤال عنها- أعجبت بها عن طريق وصفها لي من قبل الأهل بأنها عاقلة وجميلة وغيره، وقررت وقتها بناءً على توصية أهلي ولثقتي بحسن اختيارهم رغم أنها ليست كما تمنيت، وبعد الاستخارة والتوكل على الله خطبتها ونظرت إليها نظرة شرعية ووجدتها جميلة بسبب الزينة المبالغ فيها من مكياج ولباس، وسرعان ما ملكتها وسط دعم منقطع النظير من الأهل وليتني لم أفعل، ففي يوم الملكة وبعد أن خلوت بها وجدتها على غير ما توقعت، فهي لم تكن جميلة أصلابدون مكياج، وكانت تتكلم معي كأنها تعرفني منذ زمن، وتأكدت من ذلك بعد أن أرسلت لي رسالة جوال تقول فيها: إنها تحبني جداً منذ الصغر، رغم أني ما قابلتها إلا لدقائق معدودة، مما أصابني بضيق شديد منها كلما فكرت بها أو تذكرتها وندمت على الزواج منها بسبب انعدام انجذابي لها، ومن بعدها لم أقابلها مرة أخرى حتى طلقتها وأحسست براحة نفسية يومها وذهب الضيق عني.

مع العلم أن الأهل قبل خطبتها ظلوا يحاولون أن أوافق عليها وأنا أرفض المرة تلو الأخرى لعدم اقتناعي بها، إلى أن زاد ضغطهم علي وخوفي من أنني سأندم، فهما والدي قبل كل شيء، ووافقت من كثرة إلحاحهم.

وكانت النتيجة في النهاية الطلاق لعدم فهمهم لرفضي الواضح أول الأمر وعدم اقتناعي بها، ومن كثرة تفكيري بالموضوع حتى بعد انتهائه بأنني قد أكون ظلمتها، فالفتاة صارت مطلقة وقد لا تتزوج مرة أخرى بسبب لقب (مطلقة) وأتعذب بهذا كثيراً وخوفاً من عقاب الله -عز وجل-.

وسؤالي هو: هل ظلمتها أو فعلت الصواب؟

وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما دمت شعرت بكل هذا البغض لهذه الفتاة، وعدم قدرتك على قبولها والتآلف معها؛ فإن فراقك لها قبل أن تزف إليك كان هو العلاج المناسب للموقف، ولم ترتكب بطلاقها إثماً ولم تجانف إثماً، إنما الطلاق مشروع ولا كراهة فيه إذا تعذرت الحياة الزوجية وفسد الحال بين الزوجين، فإن دوام الزواج -والحالة هذه- مفسدة محضة لما يترتب عليها من سوء العشرة والخصومة الدائمة، فاقتضت حكمة الله تعالى تشريع الطلاق لتزول هذه المفاسد.

وقد وعد -سبحانه وتعالى- بأن يغني كلا الزوجين فقال جل شأنه: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ)، [النساء:130]، فلعل الله تعالى أن ييسر لهذه الأخت من يحصل لها معه الوئام والمودة، وكونها طلقت قبل الزفاف أيسر من بعد ذلك.

فهوّن على نفسك أخِي الكريم، واحرص على حسن الاختيار في المرة القادمة بحيث لا تقع فيما وقعت فيه، ونسأل الله أن ييسر أمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً