الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي ظلمني وطردني من البيت وأنا حامل!!

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة منذ عام وشهر، وزوجي لا يصلي إلا قليلاً، وحاولت معه كثيراً، ويكذب أيضاً ويحلف بالله كذباً، وأنا الآن على وشك الولادة، ومن بداية الحمل وهو يثور ويضربني لأتفه الأسباب، ويشتمني ويشتم أبي وأمي، وفي المرة الأخيرة عندما ضربني دافعت عن نفسي فعضضت يده.

أيضاً هو مقصر فى بيته رغم أنه ميسور الحال، فيتركني أذهب للطبيب بمفردي حتى لو عدت في منتصف الليل، ورزقني الله بعمل كمدرسة بالتعاقد، والحمد لله هذا ساعدني على المعيشة والنفقات، وفي البداية رفض عملي، ثم أجبرني على إنفاق راتبي كله على البيت، ووافقت، وكنت أعمل جاهدة على إرضائه في القيام بواجباتي على أحسن وجه، فكان يطلب مني النزول مبكراً لإحضار الإفطار، ويعمل لي جدولاً بمواعيد الغداء، وكنت أتحمل كل هذا وأنا حامل، وكانت تمر بنا أحياناً أوقات سعيدة جداً، وأساعده أيضاً في عمله.

ولكن عندما حدثت المشكلة الأخيرة طردني من المنزل، وغير قفل الباب، ورفع صوته على والدي، ولا يحترم أحداً من أهلي، وتركني بلا مصاريف للولادة واحتياجات المولود، وترك المصاريف على والدي مدعياً أن إمكانياته هكذا، رغم أنه مدرس، ولكنه ليس موظفاً في مدرسة، فهو يعمل فى المراكز التعليمية أحياناً. أشعر أنه يغار من عملي، وينفق على الدعاية آلاف الجنيهات، ويريد أن يجعلني أترك عملي، ويقول لي: تجلسين تحت حذائي.

نحن نعيش مع والدته في نفس المنزل، وهي أيضًا مثله، وتدعي أشياء لم أفعلها، وأتحمل كل هذا في سبيل الطفل الموجود بين أحشائي، فماذا أفعل؟

علماً: أنني ذهبت إلى المنزل وطردني، واستقر الوضع على أن يحضر حكماً من أهله وحكماً من أهلي، ولكني خائفة؛ لأن عائلته في صفه، ويزيدون ما بيننا ولا يراعون الله، ويقول: لو طلقتك لن تأخذي شيئاً مني، وسأتركك معلقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت -أيتها الأخت- بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً بحرصك على إرضاء زوجك، ومحافظتك على بيتك بتحملك لأعباء النفقات والمصاريف التي لا تلزمك، ونسأل الله تعالى أن لا يحرمك ثواب هذا العمل، وأن يجعله سبباً لأن يفرج عنك ما أنت فيه، ويعوضك خيراً مما فقدت.

وكنا نتمنى أن يعرف لك الزوج هذا المعروف فيبادلك نفس المشاعر، فتقوم الحياة على المعاشرة بالمعروف، وإحسان كل واحد منكما للآخر، ولكن كوني على يقين بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وما دام الأمر قد استقر على بعث حكمين فلعل هذا من الخير الذي قدره الله لك، ونحن نوصيك بهذه الوصايا الغالية والتي نأمل أن يجعلها الله تعالى سبباً للخروج مما أنت فيه:

1- حسني علاقتك بالله تعالى بالتوبة إليه وكثرة استغفاره، والمحافظة على فرائضه، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، والاستغفار سبب أكيد لإصلاح الأحوال، وكثرة الأرزاق.

2- أكثري من دعاء الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، فإنك لا تعلمين أين الخير، فربما تحبين شيئاً وتحرصين عليه ويكون الله عز وجل قد قدر لك الخير في أمر آخر، ففوضي أمرك إلى الله تعالى، وأحسني ظنك به، وأنه مع قدرته على كل شيء أرحم بك من والديك، فلا تنتظري منه إلا ما هو خير لك.

3- إذا قدر أن الأمر انتهى بالطلاق بعد استحالة إصلاح الأحوال، فكوني على ثقة بتعويض الله تعالى، فإنه وعد سبحانه وتعالى أن يغني كلا الزوجين من فضله، فقد قال سبحانه: {وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً}.

4- إذا حاول الزوج الإضرار بك وتركك معلقة كما زعم، فإن لك أن تلجئي إلى القاضي الشرعي ليلزمه بأداء ما عليه من واجبات الزوجة، أو الطلاق، وليس عليك إثم في هذا، ومن ثم فلا داعٍ للهم والقلق، فاستعيني بالله تعالى، واطلبي منه النصرة على من ظلمك، وسيتولى سبحانه بفضله عونك ونصرك.

ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فرجاً، ويقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً