الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع حب الاستحواذ والغيرة بين الأولاد

السؤال

لدي ابنة في الثانية من عمرها، وابن في الثالثة من عمره، إذا تناول عصيرًا مثلاً يشرب الابن عصيره بسرعة، ويأخذ عصيرها!

وهكذا بكل شيء أحاول نهيه دائماً، ولا أجاريه بتصرفاته، أخاف من استمرار هذا التصرف الأناني معه، فكيف أتعامل معه؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Roya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحفظ ذريتك، وأن يجعلهم من الصالحين، وليس هناك مشكلة رئيسية في تصرف الطفل حيال أخته؛ لأن مثل هذا السلوك نشاهده كثيراً بين الأطفال، وفيه شيء من حب الاستحواذ، وهذا موجود لدى الأطفال، ويكون ذلك غالباً مرتبطاً بشيء من الغيرة.

مثل هذه التصرفات أو المسلك ينتهي تلقائياً، والذي أنصحك به هو: أن تحاولي أن تحببي ابنتك إلى أخيها، بأن تعطيه دائماً الشعور بأنه هو الأكبر، وأنه هو الذي يراعيها، وشيء من هذا القبيل، وحين تقومين بنهيه ألا يقوم بأخذ عصير أخته يكون هذا بصورة لطيفة، وبشيء من الابتسامة واحتضانه وكلمات طيبة.

فالطفل يستجيب لهذا المنهج بصورة أفضل، وقومي دائماً بوضع العصير في كوبين، ومن ثم اعرضي عليه أيّاً من الكوبين يريد أن يتخير، وحين يختار الكوب الذي يفضله قولي له: (إذن الكوب الثاني لأختك)، وهكذا، وقولي له: (قم أنت بإعطائها إياه)، أي اجعليه هو الذي يبادر بإعطائها كوب العصير الخاص بها، وشيء من هذا القبيل، فالأمر بسيط جدّاً.

ومن الأساليب التي تقلل الغيرة وحب الاستحواذ بين الأطفال هو ألا ننتقد الطفل، وإنما نبدي له محبتنا ومرونتنا في التعامل معه، وفي نفس الوقت -وهذا هو الأهم- نجعله كأنه مسؤول أساسي في تصريف شئون أخته، فهذا يعطيه الاعتبار، وفي نفس الوقت يقلل من غيرته وحب التملك الظاهري الذي يعاني منه.

ويجب أن يذهب هذا المسلك وهذا التدريب السلوكي لجميع المرافق الأخرى حتى في اللبس، وفي التعامل مع الألعاب، كيف ندرب الطفل ألا يستأثر بكل شيء لنفسه، ولا بد أن يكون هنالك أيضاً نصيب لأخته، وذلك بأن نشعره بأنه هو المسئول حتى على عملية التوزيع ما بينه وما بين أخته.

هذا يعدل كثيراً من سلوكه، وأرجو ألا تنزعجي، فهذه التصرفات تنتهي تلقائياً كما ذكرت لك، والمنهج الذي ذكرته لك في التعامل يعتبر منهجاً مقبولاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً