الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا طالب وأريد الزواج لكني أهلي يرفضون!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 20 عاماً، مقدرتي المادية ميسورة ولله الحمد والمنة، أريد هذه الأيام أن أخطب كشروع في الزواج، وأنا طالب، وأمامي ما يقرب من ثلاث سنوات لإنهاء دراساتي... فهل أقنع أهلي بذلك، وأحاول معهم مرة تلو الأخرى؟

مع العلم بأنهم رفضوا ذلك بسبب أن هذه الموضوعات ستؤثر على دراستي، ولكني أرى أن هذا يسبب لي ارتباطا يبعدني عن مجرد التفكير في الجنس الآخر أو النظر أو ما إلى ذلك من المفسدات البعيدة عن الشرع.

فأنا أردت شيئاً مشروعا ليبعدني عما هو غير مشروع، وأنا أطلب رأيكم لما رأيت فيكم من كبر سن ورجاحة عقل، فما رأى سيادتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تأخير الزواج من العادات الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية، وهي ثقافة سالبة أخذناها من المستعمر البغيض، وتعمقت من خلال الأطروحات الإعلامية الفاسدة، ونسأل الله السلامة والعافية.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الكفار عندما يتأخرون في مسألة الزواج فإنهم يركنون إلى بدائل فاسدة، أما نحن فديننا يحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وإذا كان الحال ميسوراً فالأفضل هو إتمام مراسم الزواج؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها أو معها، والعلاقة العاطفية الناقصة تؤثر على أداء الإنسان العلمي والعملي وتجلب له مشاكل كان في غنىً عنها.

وقد أحسنت بطلبك للمشروع الحلال، ونسأل الله أن يوفقك لطاعته الكبير المتعال، ونحن في الحقيقة نتمنى أن يتفهم الأهل حاجة الشاب إلى العفاف والطهر، وهي لا تقل في أهميتها عن حاجتهم للطعام والشراب، وإذا كانت الأسرة توفر لشبابها الطعام أو الشراب وأكثر من ذلك فما المانع من معاونتهم في أمر الزواج؟ خاصة بعد أن ثبت علمياً وعملياً أن الزواج أساس في الاستقرار، وسبب للجدية والنجاح في الدراسة والحياة، بل هو سبب للغنى وتدريب على المسئولية، وعون على النضوج.

ولا إله إلا الله، كم حرمنا أنفسنا من البركات بتأخير الزواج! وكم وضعنا شبابنا أمام تيار الشهوات بمنعهم من الحلال!

ونحن نقترح عليك أن تعرض فكرتك على العقلاء والفضلاء، وعلى من حولك من الأئمة والدعاة، وتطلب مساعدتهم في إقناع أسرتك، مع ضرورة أن تثبت ومن خلال تصرفاتك المتزنة أنك شاب ناضج عاقل، فإن حصل الإقناع وسارت الأمور كما نحب فاحمد الله على ذلك، وإن كانت الأخرى فالزم طريق العفاف ولا يحملك تعنت الأهل على الخروج عن طاعة الكبير المتعال، فإن الله سبحانه قال لمن صعب عليه الزواج: (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:33]، ووجه النبي صلى الله عليه وسلم الشباب فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب الوالدين والناس بين أصابعه يقلبها سبحانه كيف شاء، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يكتب لك التوفيق والسداد والنجاح.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً