الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا علاقة بين وجود الحصى في الكلى وتكيس المبايض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي استشارة عن تكيس المبايض: أحسست بآلام في أسفل البطن من جهة الكلية اليسرى، فأجريت تحليلاً للبول وطلع عندي التهاب بالمسالك البولية -أعزكم الله- وحصوات صغيرة بالكلية اليسرى، وبعدها بأسبوعين أجريت تحليلاً مرة أخرى فقالوا: إنه لم يعد هناك التهاب بالبول والحصوات ما زالت موجودة، فهل يعقل أن توجد حصوات ولا يوجد التهاب؟ وأن هناك تكيساً بالمبايض فهل لها علاقة بالحصوات؟ وكيف يمكن علاج التكيس؟ وهل يمكن أن يحدث حمل؟ ولو حدث هل له أضرار مستقبلية؟

مع العلم أن من الأعراض التي حدثت لي أن الدورة الشهرية آخر مرة كانت قليلة لمدة خمسة أيام ومتأخرة لمدة 5 أيام، وهي بالعادة تكون 7 أيام أو 8 وتكون غزيرة، وظهور شعر بأسفل البطن، وهل يمكن أن تتطور التكيسات؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً فأنا لا أعرف شيئاً عن هذا المرض ومدى خطورته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت لم تذكري لنا هل أنت متزوجة أم لا، ولم توضحي أيضاً كيف تم تشخيص تكيس المبايض عندك، وهل تم إجراء تصوير تلفزيوني أم لا للرحم والمبيضين؟

على كل حال ما أود توضيحه لك -يا عزيزتي- هو أنه لا علاقة مطلقاً بين وجود الحصى في الكلية أو الجهاز البولي وبين وجود تكيس في المبيضين، والحالتان منفصلتان تماماً ولا تؤثر إحداهما على الأخرى، بمعنى أن الحصى لا تسبب التكيس أو تزيده، كما أن التكيس لا يسبب تشكل الحصى ولا يزيدها، وبالتالي علاج الحالتين يجب أن يتم كلا على حدة.

وعن سؤالك عن إمكانية وجود الحصى بدون وجود التهاب، أقول لك نعم بالطبع من الممكن أن تكون الحصى موجودة بدون وجود الالتهاب أو ألألم أو أية مشاكل أخرى، وهنا نسميها (غير عرضية) أي لا تعطي أعراضا، كما أنها قد تؤدي أحياناً لأعراض مثل الالتهاب، وعند علاج الالتهاب يشفى ويزول الالتهاب، ولكن الحصوات تبقى، وهي لا تزول إلا إن تحركت من مكانها ونزلت مع البول أو إن تم تفتيتها بأجهزة معينة وبيد طبيب ذي خبرة حسب حجمها وحسب موقعها وعددها، وهنا أنصحك بأن تستمري بالمتابعة مع الطبيب المختص بالأمراض البولية لمتابعة حالتك ومعرفة ما يجب عمله بشأن هذه الحصى.

أما بالنسبة لتكيس المبايض فهي حالة من الاضطراب الهرموني الذي يحدث عند بعض السيدات تشمل في أساسها الهرمونات المفرزة من النخامة، والتي في الأحوال الطبيعية تكون مسؤولة عن انتظام الدورة وحدوث التبويض، لذلك تضطرب الدورة الشهرية وتصبح متباعدة ولا تحدث فيها الإباضة، كما تزداد مستويات هرمونات الذكورة الحرة، فتظهر أعراض زيادة الشعر في جسم السيدة في أماكن مثل الذقن أو أسفل البطن أو الصدر (أماكن خاصة بالذكور عادة) وتظهر حبوب في الوجه والظهر مثل حب الشباب، كما يحدث في الجسم مقاومة وعدم استجابة الخلايا لهرمون الانسولين، مما يؤدي لظهور السكري وبالتالي الضغط وما يتبعه من مشاكل (الضغط والسكري هي مشاكل تحدث عادة بعد فترة طويلة إن لم تتم معالجة الحالة، أي على المدى البعيد).

كما من الممكن وبسبب عدم حدوث الإباضة أن تتعرض بطانة الرحم إلى ثخانة قد تقود على المدى البعيد إلى تشكل أورام في الرحم، وهذا كله إن لم تتم معالجة الحالة وبقيت مهملة لفترات طويلة، وهذا ما نؤكد عليه دائماً لأخواتنا الكريمات، من أنه يجب على جميع الفتيات المتزوجات أو غير المتزوجات أن يلجأن إلى الطبيبة النسائية عند وجود اضطراب في الدورة الشهرية، سواء كانت الفتاة متزوجة أو لم تكن، وسواء كانت ترغب بالحمل أو لم تكن ترغب.

عموما فعلاج تكيس المبايض أصبح وبحمد الله من الأمور الممكنة والسهلة، وهنالك أدوية يمكن استعمالها حسب الحالة، وإن كانت السيدة غير متزوجة تعطى أنواعاً من الحبوب تنظم هرمونات الجسم وتجعل الخلايا أكثر حساسية للانسولين، وبالتالي تعود الدورة منتظمة وتحدث الإباضة وتنخفض هرمونات الذكورة في جسمها ويعود كل شيء طبيعياً بإذن الله، ومن هذه الأدوية حبوب (الميتفورمين) ويجب البدء فيها بالتدريج في الأسبوع الأول حبة واحدة 500 ملغ في اليوم، وتزداد في الأسبوع الثاني إلى حبتين في اليوم، وفي الأسبوع الثالث تزداد إلى ثلاث حبات في اليوم، وتستمر هذه الجرعة أي ثلاث حبات لمدة 6 شهور على الأقل، ويجب عدم أخذها إلا تحت إشراف الطبيبة للتأكد من وظائف الكلى والكبد قبل البدء بها، وبالطبع ستعود الدورة منتظمة وستحدث الإباضة وتختفي التكيسات إن شاء الله، ويمكن أن يحدث الحمل بعد العلاج، ولن يكون له أية أضرار مستقبلية بإذن الله تعالى، كما أن هنالك علاجات أخرى حسب كل حالة، فلا تقلقي ولكن تابعي عند الطبيبة المختصة وهي ستعطيك ما يناسب حالتك.

بالعلاج يا عزيزتي لن تتطور الكيسات بل ستختفي وسيعود كل شيء إلى طبيعته، ولن يكون المرض خطيرا كما تظنين، فاطمئني ولا تخافي.

أتمنى لك كل التوفيق ودوام الصحة والعافية بإذن الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً