الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح زوجي كثير الشك ويمنعني من الخروج.

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ سنة تقريباً، وقد اقترنت بزوج متدين أو كنت أنا سبب تدينه؛ لأني كنت منذ البداية أشترط الصلاة، ثم طلبت الذهاب للعمرة في شهر العسل ولم أكلفه كثيراً لحفلة الزواج، بل ساعدته بما أستطيع.

المشكلة الآن أنه أصبح كل شيء عنده حرامًا، وأصبح كثير الشك، ولا يريدني أن أفارقه البتة حتى للذهاب لأهلي! لا يريد أن تكون لي شخصية مستقلة، ولا رأي خاص، لا يريد أن يكون لي صديقات، والذهاب والخروج معهن أمر مرفوض، ولا يريد تعاملاتي مع زملاء من العمل ولا حتى أن أسجل أرقام هواتفهم على موبايلي، لا يريد الخروج للتنزه معهم، بل يريد فقط الجلوس في المنزل.

صراحة أكاد أختنق من كثرة الممنوعات، أفيدوني، كيف أتعامل معه وأقنعه بأهمية التوازن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك في إسلام ويب، وقد أحسنت حين تسببت في إصلاح زوجك، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر الجزيل، وأن يقر عينك بزوجك وأولادك، ولا شك -أيتها الفاضلة- أنك تدركين أنك في نعمة عظيمة؛ إذ قد أعطاك الله ما تتمنين، فأصلح لك زوجك حتى صار أشد منك تدينًا، فنتمنى أن تشغلي نفسك بشكر نعمة الله تعالى، فإن الشكر قيد للموجود من النعم وصيد للمفقود منها.

أختي الكريمة: اعلمي جيدًّا أن غيرة زوجك عليك بهذا الشكل الذي ذكر سببها حبه الشديد لك؛ فإن الإنسان بطبيعته لا تشتد غيرته إلا على ما يشتد حبه له، ومن ثم فينبغي لك أن تقابلي هذه الغيرة من زوجك بما تشعرينه به من حبك له وشكره على حرصه عليك، وبهذا ستزداد ثقته فيك، وستتوطد المحبة بينكما.

ونحن لا نشك أن لديك من رجاحة العقل ووفرة الدين ما تدركين معهما عظيم حق زوجك عليك، ووجوب طاعته في المعروف.

فإذا كان يغار من وجود أرقام رجال أجانب على هاتفك فإنه يتعين عليك أن تطفئي غيرته هذه بإزالة تلك الأرقام، فهذا من حقه عليك، وينبغي أن تتحرزي من معاندته في هذه المسائل؛ فإن عنادك له قد يولد في نفسه أنواعًا من الشكوك وأنت بريئة منها، وقد يتكدر العيش بينكما فتندمين حين لا ينفع الندم.

ولا نظن أننا بحاجة أن نذكر امرأة متدينة مثلك بأن مخالطة المرأة للرجال الأجانب تنطوي على شر عظيم، إلا إن روعيت الآداب الشرعية من التزام الحجاب، وعدم الخلوة، ومنع الحديث إلا للحاجة مع التزام الأدب ونحو ذلك، وهذا النوع من الاختلاط –أي الاختلاط المنضبط بضوابط الشرع– قل أن نجده في عالم اليوم، ولعل هذا من أسباب زيادة الغيرة لدى زوجك؛ ولذا فنصيحتنا أن تظهري مطاوعتك لزوجك، وهذا سيؤدي إلى زيادة ثقته فيك وإجابته إلى ما تطلبينه منه بعد ذلك مما هو بعيد عن الريبة، كالذهاب إلى أهلك أو زيارة صديقاتك لك ونحو ذلك.

وفقك الله لكل خير وأصلح سائر شؤونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً