الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلق زوجتك التي تريد أن تبعدك عني!!

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل متزوج، رزقني الله بطفل منذ ثلاثة أشهر، أسكن مع أمي الوحيدة التي ليس معها أحد سواي، وهي مريضة بداء السكري وتتعامل مع زوجتي معاملة حسنة، إلا أن زوجتي خرجت من المنزل وذهبت عند أهلها، وتطلب مني أن تسكن لوحدها، ولا يمكن أن أفارق أمي المريضة التي ليس لها من غيري.

أمي قالت لي طلق زوجتك التي تريد أن تبعدك عني!

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ KHALID حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فأنت بين إرضاء الوالدة أو إرضاء الزوجة، وأتمنى منك قبل ذلك أن تفكر في إرضاء الله سبحانه وتعالى، فلا تظلم والدتك ولا تظلم زوجتك، فوالدتك أنت وحيدها وهي أولى بقربك وخدمتك لها، فهي جنتك ونارك، والله جل وعلا يقول: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا}، ويقول سبحانه وتعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا}.

فأنصحك أن تجلس مع زوجتك جلسة مناقشة، وتسألها: هل أساءت لها الوالدة؟ هل أنت أسأت لها؟ هل قصرت في حقها؟ ثم ذكرها بالله عز وجل، ذكرها لو كانت هذه أمها فمن سوف يخدمها؟ إذا لم تخدمها أنت وهي فمن سوف يخدمها؟! من سوف يرعاها؟

ثم ذكرها بالبر، فإن البر لا يُنسى، والدين أيضًا سوف يكون على الإنسان، وكما تدين تدان، والنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بيَّن لنا قصة الثلاثة نفر الذين آواهم المبيت إلى غار فانطبقت عليهم صخرة فكان أحدهم بارًا بوالديه، فدعا فانفجرت الصخرة، فإن ببرك بوالدتك سوف يعينك الله ويفتح الله عليك، وذكرها بأنها هي المعين لك على ذلك، أتمنى أن تجلس هذه الجلسة معها وتناقشها وتحاورها بهدوء.

أما قضية أمر والدتك لك بطلاق زوجتك فلا أؤيد ذلك، ولا أنصحك بأن تبادر إلى مسألة الطلاق، إنما كما قال الله عز وجل: {واللاتي تخافون نشوزهنَّ فعظوهنَّ واهجروهنَّ في المضاجع واضربوهنَّ}، فلابد أن تطبق الأساليب المباركة القرآنية.

أرى أن تتركها في بيت أهلها مدةً لعلها تفكر حقيقة التفكير، لعلها تسترجع أحوالها، تسترجع أمورها، لعلها تدرك ما تعيشه من أخطاء وأن هذا ذنب، وهل يجوز لها أن تعينها أنت على الذنب؟ كما أنك لو منعتها من أهلها الآن ومنعتها من زيارتهم ومنعتها من الذهاب إليهم، هل يجوز لها هي أن تعينك على هذه المعصية؟ فكلٌ كذلك.

ولا تستعجل في الأمر، وادع الله سبحانه وتعالى أن يفرج هذه المصيبة ويفرج هذا الأمر، وإذا ضاق بك أمر ففكر واقرأ {ألم نشرح لك صدرك} فلن يغلب عسر يسرين، وبإذن الله تفرح بجمع أسرتك وحب والدتك.

هناك أمرٌ آخر وهو التحدث مع أحد من أهلها سواءً والدها أو أمها أو أحد إخوانها، بشرط أن يكون إنسانًا حصيفًا عاقلاً، فتتكلم معه في الموضوع وتشرح له، لعله يتكلم معها ويقنعها بإذن الله عز وجل، نسأل الله عز وجل أن يُفرج عنكم ما أصابكم وأن يجعل حياتكم حياة طيبة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات