السلام عليكم.

أصبت قبل أكثر من شهر بنوبة هلع صاحبها التهاب شديد بالمعدة، وعانيت لمدة أسبوعين، ومن حينها وأنا أحس بحزن وملل، ولا أجد ما يسليني، وأحس بضعف شديد ودوار وإرهاق، وزيادة نبضات القلب، وأحياناً خروج عن الوعي، فما هو الحل لمشكلتي؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما وصفته بنوبة الهلع هي حالة قلقية حادة وشديدة، وهذه الحالة تتكون من أعراض نفسية ومن أعراض جسدية، الأعراض النفسية كما ذكرت هي الشعور بالضيق الشديد، وكذلك الدوار والإرهاق وزيادة في نبضات القلب، وأيضاً ربما يكون أتاك شعور بأنك سوف تفقدين السيطرة على الموقف، والأعراض الجسدية كما ذكرنا هي نبضات القلب – هذا عرض جسدي وليس عرضا نفسياً – ومن الملاحظ أنه لديك أعراض في الجهاز الهضمي أيضاً، وهذا معروف أن القلق -أيّاً كان نوعه- كثيراً ما يكون مرتبطاً باضطراب شديد في الجهاز الهضمي خاصة في المعدة أو القولون، وكما قد سمعت كثير من الناس يشتكي مما يسمى بالقولون العصبي، وهو حالة (نفسوجسدية).

أما ما ينتابك من حزن فإنه ليس دليلاً على وجود اكتئاب نفسي حقيقي، إنما هذا الشعور بالكدر والحزن ناتج من استغرابك حول الحالة (ما الذي حدث لك؟ لماذا قلبي يضرب بهذه السرعة؟ لماذا حدث لي الشعور بالدوار والإرهاق؟) هذه التساؤلات هي التي أدت حدوث الشعور بالحزن، وأنا أقول لك: أن الحالة -إن شاء الله- حالة بسيطة جدّاً وإن شاء الله سوف تزول، وعليك أن تتفهمي أنها هي حالة قلق وليست أكثر من ذلك.

أنا أنصحك بتناول دواء نعتبره دواء جيداً لهذه الحالات، الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، قوة الحبة عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة يومياً في المساء بعد الأكل، استمري عليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الحبة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الممتازة ومن الأدوية السليمة جدّاً وغير الإدمانية ويعرف عنه أنه المضاد الأول لنوبات الهلع.

بجانب السبرالكس هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، بجرعة عشرة مليجرام في الصباح، استمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أريدك أيضاً أن تتمرني وتمارسي ما يعرف بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين بسيطة جدّاً، وهي تتكون من عدة تمارين فرعية، أشهرها تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيق هذا التمرين قومي بالتالي:

1) اجلسي في مكان هادئ.
2) حاولي أن تركزي.
3) اجعلي مزاجك مزاجاً استرخائياً.
4) قولي لنفسك (أنا الآن في حالة استرخاء وأريد أن أعيش في استرخاء).
5) أغمضي عينيك بدون شدة.
6) خذي نفساً عميقاً وبطيئاً، ويجب أن يكون بقوة عن طريق الحجاب الحاجز.
7) اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء.
8) أخرجي الهواء ببطء شديد عن طريق الفم.

كرري هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم يمكنك أن تمارسيه عند اللزوم.

أهم شيء في تمارين الاسترخاء أن يكون مزاجك استرخائياً، أن تخاطبي نفسك داخلياً أنني الآن في حالة استرخاء، وتطبقي هذه التمارين.

أنت ذكرت أنك لا تجدين ما يسليك، فأعتقد أن المزاج الاكتئابي والتوتر الثانوي هو الذي جعلك تعيشين هذا المزاج، تذكري أنك الحمد لله شابة وصغيرة في السن، وأنت طالبة، ويجب أن تعيشي الحياة بكل أمل وبكل قوة، أكثري من قراءة القرآن بتمعن، عليك بالدعاء، عليك بالذكر، عليك بالصلاة في وقتها، ركزي في دراستك، تواصلي مع صديقاتك خاصة من الصالحات والخيرات والطيبات، مارسي تمارين رياضية، وإن شاء الله تعالى هذا كله سوف يدفعك دفعاً إيجابياً، وبتناول الدواء سوف تنتهي هذه الحالة تماماً.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارة الخاصة بالتخلص من الهلع سلوكياً : (278994)، وختاماً نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.