الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب المقنع .. ماهيته وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أعرف ما هو الاكتئاب المقنع (Masked depression)؟ وما أعراضه؟ وخاصة غير النفسي منها؟ وما هي طرق العلاج؟ وهل عقار (Remeron) جيد لعلاجه؟ وما جرعته المناسبة؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كلمة (Masked) أتت من القناع، و(Masked depression) أو الاكتئاب المقنع ليس من المصطلحات التي ترد في التشخيصات العالمية، إنما هو وصف يتداوله بعض المختصين والكتّاب في مجال الطب النفسي، ويُقصد به أن المريض لديه سمات ومؤشرات قوية جدّاً تدل على إصابته بالاكتئاب النفسي ولكن لا يظهر عليه الأعراض الكلاسيكية المتعارف عليها.
وهناك معنى آخر للـ(Masked depression) أو الاكتئاب المقنع، وهو أن المريض يعاني من حالة ظهرت عليه فجأة ولا يمكن تفسيرها إلا بوجود اكتئاب نفسي بالرغم من عدم ظهور هذا الاكتئاب.

أعطيك مثالاً في هذه الحالة الأخيرة: مثلاً إنسان ظهرت عليه تغيرات كثيرة في مسلكه، رجل كان وقوراً وعلى اتزان بدأت تظهر عليه بعض أعراض القلق، وبدأ في الانعزال وبدأ يقارع ويدمن ويشرب الخمر مثلاً، هذا الرجل ربما يكون في الأصل مصاباً باكتئاب نفسي، وهذا هو الذي دفعه لهذا السلوك المشين، وهذا نوع من الاكتئاب المقنع.

ومثال على الحالة الأولى: مثلاً إنسان قد يأتيك بفقدان في شهيته وقلة في نشاطاته الاجتماعية وإنتاجيته، ولكن لا تظهر عليه تعابير الوجه أو المؤشرات والصفات والسمات الأخرى للاكتئاب النفسي.

هذا هو الذي يُقصد به الاكتئاب المقنع، وكما قلت لك هذا الوصف أو هذا المصطلح لا نعتبره حقيقة مصطلحاً علمياً دقيقاً، وقد كان شائعاً في السبعينات والثمانينات في القرن الماضي.

بالنسبة للاكتئاب المقنع يُعالج بالأدوية المضادة للاكتئاب، وذلك حسب ما تطلبه الحاجة، فإذا كان المريض يعاني من اضطراب مثلاً في النوم وقلَّ وزنه، فهذا مؤشر على ضعف شهيته، وهنا يُعطى الأدوية التي تحسن النوم والمزاج والشهية للطعام مثل عقار ريمارون الذي ذكرته.
أما إذا كان المريض ليس له مشكلة أساسية في النوم، إنما تبدو عليه بوادر التكاسل وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، فهنا أحد الأدوية الاستشعارية والميقظة، مثل عقار يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، سوف يكون هو العلاج الأنسب.

ولا شك أن آليات العلاج الأخرى من تواصل مع مثل هذا المريض، ومحاولة استكشاف ما يدور بخُلْده، وتصحيح مفاهيمه وبناء قناعات ذاتية جديدة لديه عن طريق مساعدة المعالج، هذا كله سُبل من سبل العلاج الضرورية.

بالنسبة لعقار ريمارون، فإنه يعرف باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، وكما ذكرت لك هو من أدوية العلاج الاكتئاب الممتازة جدّاً، خاصة إذا كان هنالك اضطراب في السمات البيولوجية، وهي النوم والأكل، وجرعة هذا الدواء تتراوح من خمسة عشر مليجراماً إلى خمسة وأربعين مليجرام يومياً، وهو يأتي في تركيز ثلاثين مليجرام، أي يمكن أن يُبدأ بنصف حبة يومياً، وحسب الحالة بعد ذلك يمكن أن تُرفع الجرعة إلى حبة كاملة، أو حتى إلى حبة ونصف في اليوم.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً