الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإرشاد إلى أهمية التفكير الإيجابي في علاج الرهاب وأثر الفافرين في ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وربركاته
أسعدكم الله في الدنيا والآخرة، وجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.

منذ (6) أشهر وأنا أستخدم الفافرين، بدأت من 50 ورفعت الجرعة إلى 200، ولم ألاحظ تغيراً كبيراً، أصبحت أضحك وأتحدث فقط مع أهلي والقريبين مني.

أما الخوف والخجل وكثرة الظن فلم أتغير، ولا أعرف أعبر ولا أعرف أتكلم مع الناس، أحس أني ناقص، مع أني لا ينقصني شيء، تعبت والله، وبخصوص الفافرين فأول استعمال لي عانيت من ألم في البطن، لكن مع مرور الوقت راح الألم، من الأعراض أيضاً أني أحس أن الأعين مسلطة علي، أحس أني لافت للأنظار، ليس عندي ثقة في نفسي، فما رأيك يا دكتور لو أحببت أن أقطع العلاج وأحوله إلى سيروكسات؟ لكن أخاف من أعراضه الجانبية وأخاف أن أتعود عليه، أم أبقى على الفافرين وأخرج بفائدة؟ فأملي في الله كبير ثم فيك يا دكتور. وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فلا شك أن الدواء بصفة عامة هو أحد العوامل المساعدة إن شاء الله من أجل العلاج والشفاء، ولا يمكن أن نعتبره العامل الوحيد، فهذا التحسن الذي تأتّى من الدواء يجب أن يكون منطلقاً إن شاء الله لمزيد من التحسن، وأنت فقط عليك أن تدعمه بالتفكير الإيجابي، بالإصرار على أن تغير ما هو سلبي، وأن تجعل لحياتك معنى، هذا مهم جدّاً، وأنا ألاحظ أنك لا تعمل، فأقول لك: لابد أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل قيمة تأهيلية وقيمة علاجية كبيرة جدّاً، الإنسان يشعر حقيقة بقيمته الحقيقية من خلال العمل، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

نصيحتي لك أيضاً أن تكثر من التواصل الاجتماعي، أن تشارك الناس، أن يكون لك حضور، فليس هنالك ما يجعلك تعيش تحت هذا الخوف أبداً، انظر إلى الناس وهم ليسوا بأحسن منك وليسوا بأفضل منك، فما الذي يجعلك تخاف وما الذي يجعلك تخجل؟ الإنسان حينما يعرض نفسه للمواقف الاجتماعية هذه هي أفضل وسيلة للتغلب على الخوف والخجل.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أقول لك بأن الفافرين علاج جيد وممتاز، وأنت خطوت -الحمد لله- خطوات جيدة جدّاً، ولا داعي حقيقة لأن ندخلك في تجربة جديدة أخرى كما ذكرت، حيث إن الزيروكسات بالرغم من أنه دواء جيد ولكن ربما تجد أيضاً صعوبة في تحمل آثاره الجانبية، خاصة أنه يؤدي إلى أعراض جانبية جنسية لدى بعض الناس، وأنت -الحمد لله- تحملت الفافرين وتخطيت مشكلة ألم البطن، والذي فعلاً يحدث في بدايات العلاج لدى بعض الناس، فأقول لك: استمر على الفافرين بنفس جرعته (مائتي مليجرام).

أود أن أضيف لك دواء آخر بجرعة صغيرة، هذا الدواء يتميز بأنه يدعم من فعالية الفافرين، وفي نفس الوقت إن شاء الله يقضي على الأفكار الظنانية التي تأتيك، وأعتقد أنها سببت لك الكثير من المضايقة والقلق، الدواء يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى واحد مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، أما الفافرين فأريدك أن تستمر عليه بنفس هذه الجرعة وهي مائتي مليجرام، استمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك ربما نفكر في تخفيض الجرعة بعد أن تتحسن حالتك بصورة أفضل.

أشكرك كثيراً على تواصلك مع (إسلام ويب)، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً