الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي يفضلان أختي عليّ لمكانة زوجها، فماذا أفعل؟

السؤال

أشكو من أبي وأمي، فهم يفضلون أختي الصغرى عليّ نظراً؛ لأنها متزوجة من دكتور، أما أنا فمتزوجة من مدرس بسيط، وعلى قدر حاله، وعيشتي بسيطة جداً، ودائماً يدعونها عندهم في البيت هي وزوجها، أما أنا فلا، ويعطون لأولادها الملابس الجديدة والألعاب الثمينة، أما عندما يريدون أن يعطوا لي شيئاً فإنهم يأتون بالملابس الرخيصة، فهل هذا عدل أم أنه شيء طبيعي، ولا يغضب منه الله؟

إن أختي هذه سياسية في طبعها ومستولية على تفكيرهم وعقولهم، ولئيمة جداً لأبعد الحدود! وهم يلبون لها كل رغباتها، أما أنا فلا أعرف أن أفعل مثلها، فأنا -أعوذ بالله من كلمة (أنا)- طيبة في تعاملي، ولا أعرف اللؤم مثلها، فكيف أتعامل معهم وأكسب ودهم مثلها؟ دلوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك للمحافظة على طيبتك، واحرصي على حسن التعامل مع والديك ولا تقابلي تقصيرهم في حقك بالتقصير، وأبشري بالخير والثواب من ربنا القدير، وأشغلي نفسك بحسن رعاية زوجك وأطفالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالهم وحالك.

ولا يخفى عليك أن شريعة الله ترفض ما يحصل من والديك، لأنها عدل كلها، ورسول الله هو القائل: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، ولكن أنت الآن أكبر من مثل هذه الأمور، وسوف يأتِي اليوم الذي يعرفون فيه قيمتك، وأرجو أن تحرصي على حسن التعامل مع أختك، وكوني واثقة أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وأن سلامة الصدر وحسن الخلق تريح صاحبها وترفعه فوق درجة الصائم القائم، بل تجعل صاحبها من أقرب الناس مجلساً من رسولنا صلى الله عليه وسلم.

ولست أدري هل يقدم لهم زوج أختك هدايا قيمة أو تقدم أختك لهم هدايا مرتفعة الثمن؛ لأن الوضع سوف يختلف في هذه الحالة، والناس اعتادوا أن يقدموا هدايا قيمة لمن يقدم لهم هدايا قيمة، والجزاء يكون بالدعاء أو بالمثل أو بما هو أفضل، ولكن الصواب أن العبرة ليست في قيمة الهدية ولكن في معناها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وحافظي على ما عندك من الصفات الطيبة والأخلاق النبيلة، واقتربي من والديك وأحسني إلى أختك، واهتمي بزوجك وأولادك، وأشغلي نفسك بشكر الله على ما أولاك، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً