الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الشاب عن الزواج بسبب عدم وجود فتاة متدينة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

جزاكم الله خيراً على اهتمامكم بقضايا المسلمين، وعلى اهتمامكم بالقضايا والمشاكل المطروحة لكم، أعانكم الله عليها، وجعلكم سبباً في التفريج عنا، لقد وثقت فيكم كثيراً، حتى أنني أحسست أنه يوجد من يسمعني عندكم.

أنا شاب عمري 33 عاماً، لا أزال أعزبا إلى هذا العمر؛ وذلك لسبب واحد هو أنني لم أجد الفتاة المسلمة المتدينة المناسبة، فأنا لا أستطيع أن أتصور زوجة لي غير ذات دين، وإلا فزواجي سيكون فاشلاً.

لقد ضاقت بي الدنيا فالتجأت إلى الله تعالى ودعوته قائلاً: رباه! إنني لا أرجو مالاً ولا جاهاً، بل رضاك عني وزوجة صالحة متدينة تكون لي خير متاع هذه الدنيا الفانية؛ حتى نسمو معاً على كل مغريات الحياة ونوظف جل جهودنا لعبادة المولى عز وجل.

أريد منكم كلمة طيبة تثبتني على الحق وتزيد من أملي في أن يستجيب لي الله.

وفقكم الله وأعانكم على أداء رسالتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل! إن حاجة الشباب إلى الزواج حاجة ملحة، وإشباع الغريزة الجنسية مثل إشباع دافع الجوع والعطش، وإن الزواج خير علاج للشباب إذا استطاعوا الباءة، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فالزواج خير معين على استجابات الشباب ومتطلبات التربية الجادة والبعد عن نزغات الشيطان، ففي الزواج سكن نفسي وإشباع غريزي، وإحساس بالنوع، والشعور بالتكامل والنضج.

إن السكن والمودة والرحمة من مواصفات الزواج الناجح قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))[الروم:21].

واعلم يا أخي: أن الزواج يعين على الاستقامة، وبالأخص إذا كانت الزوجة صالحة مطيعة؛ لأنها تعينك على الطاعة وتحفظك في مالك وعرضك، وتكون لك أحسن معين، قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وإن حسن اختيار الزوجة من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة البيئية الهنيئة، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجةً لا تبغيه حوباً في نفسها وماله).

أخي الحبيب! كما أن الله تعالى قدر على الإنسان أكله وشرابه، ونفسه وحياته، فكذلك قدر له زوجته، فالجأ إلى الله تعالى بالدعاء، وأخلص النية، واعلم أن الفرج مع الصبر، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا .

أشغل نفسك بالبرامج النافعة، والدعوة إلى الله تعالى والقراءة والرياضة، واعلم أن فرج الله قريب.

نسأل الله العظيم أن يرزقك الزوجة الصالحة، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان ياسرابوبكر

    سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.فلقد خطرببالي ان اسال مثل هذا السؤال ولكن والحمدالله فقد سبقني عليه ذالكم السائل ،وانا الاجابه كانت شافيه وكافيه واسال الله ان يسترنا بستره الجميل.سبحان الله كأن هذا السؤال سألته انا ومامضى من عمري

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً