الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجاوز الفتاة لمشكلة العنوسة

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكن للمرأة المسلمة تجاوز مشكل العنوسة؟ يعني أن تؤمن بأن الله قدر لها أن تعيش وحدها من دون زوج ولا أولاد، وأن تنزع من تفكيرها كثرة الأسئلة التي تؤدي إلى الكفر أحياناً، أرجو دراسة المشكلة من الناحية النفسية والاجتماعية.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سامية حفظها الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -يا أختي- أن أهم غاية للإيمان بالله -عز وجل- ومحبته هو إيقاظ الضمير الحي، والحصول على السعادة النفسية، والتخلص من الأسقام والشرور، وليست السعادة في جمع المال، أو تثمير المدخرات، أو إشباع الشهوات، فالمال يفنى، والمدخرات تتلاشى، والشهوات تضعف، والكوارث تتوالى ويبقى الاتصال بالله قمة القمم ورأس كل سعادة حقيقية، ولا يتخلص المرء من الهم الضاغط والقلق والحزن العميق والكبت المقيت إلا إذا قوى علاقته بالله ورضي بقضاء الله وقدره، وعلم أن كل شيء تحت تصرف الخالق سبحانه وتعالى.

يقول الشاعر:

ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

وظاهرة العنوسة أمر طبيعي تعيشه كل أنثى، ولست أنت الأولى ولا الأخيرة التي تمر بهذا الأمر، فلم القلق والحزن، مادمت تعيشين في طاعة الله وتؤمنين بقضائه وقدره فهذا رأس المال كله، وهناك خطوات يا أختي الفاضلة يمكن إتباعها لعل الله تعالى يزيل عنك هذه المشكلة:

1- يحب أن يكون إيمانك وثقتك بالله عالية وليس مجرد كلام، وإنما قول وعمل، وأن الأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء بعلمه ومقدرته التي أحاطت كل شيء علماً .

2- لا تحزني على ما فاتك، فلم الحزن والتفكير في أمر ليس بيديك (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، [الحديد:23]

3- حاولي أن تحسي بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها على سواء، وامض مع قدر الله في طواعية وفي رضى، رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون.

4- اشغلي نفسك بالطاعة والعبادة والتضرع إلى الله تعالى، وبأن يعوضك الله خيراً مما فاتك فإن الله تعالى يحب العبد اللحوح في الدعاء .

5- يجب أن يكون تفكيرك إيجابيا، وابتعدي عن التفكير السلبي الذي يوقعك في الانهزامية والخنوع للهوى والشيطان ووساوسه.

6- حاولي أن تندرجي في المجتمع ولا تنعزلي عنه، وخالطي الناس وعيشي حياتك طبيعية دون التفكير في مشكلة العنوسة.

7- أتركي دائماً باب الأمل والفرح عندك، واجعلي له أكبر حيز في نفسك، واطردي عنك القلق والحزن والخوف من المستقبل، وتذكري دائماً قول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، [الشرح:5-6] واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فيقول لهم: (واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا).

واعلمي أنه سيأتيك النصر إذا صبرت، والفرج إذا كربت -بإذن الله تعالى-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً