الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لأم تقرر ترك الإنجاب لرعاية ولدها المعاق

السؤال

ولد لي ولد بعاهة بالغة، لا يستطيع أن يفعل لنفسه شيئاً، لا يستطيع الكلام، ولا المشي، ولا الجلوس، ونظره قصير، ومن المحتمل أن يصبح أعمى.

يعاني من مرض جلدي شديد، بطيء النمو والتعلم، والحمد لله على كل ذلك، ولأنه بحاجة إلى رعاية طيلة الـ 24 ساعة وعلى مدار الأسبوع لذا أفكر في عدم الإنجاب في المستقبل؛ لأنه في حاجة إليّ في جميع الأوقات، وقد لا أقدر على رعاية طفل آخر.

يقول الأطباء: إن مرض ولدي مرض موروث ورثه مني، ومن المحتمل أن أنقله إلى أولادي الآخرين، فأخاف أن أنجب طفلاً غير سوي صحياً.

آمل مشورتكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Umusalamah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

لا شك أن هذا ابتلاء عظيم، وأنت إن شاء الله من الصابرين والمؤمنين بقضاء الله وقدره.

رعاية الآباء والأمهات للأبناء هي خاصية غريزية وجبلية، خاصة للطفل الخاص من أصحاب الاحتياجات الخاصة مثل طفلك.

هنالك دراسات أشارت أن الموظفين والمختصين الذين يقومون برعاية الأطفال من ذوي الإعاقات الجسدية والذهنية الشديدة في دور الرعاية الخاصة يصابون بنسبة كبيرة بالاكتئاب أو الإجهاد النفسي، وهذا لا يحدث مطلقاً للأمهات اللائي يقمن برعاية مثل هؤلاء الأطفال.

أيتها الأخت الفاضلة! أنا على ثقة كاملة أنه سوف يحدث لك -أو ربما يكون قد حدث- التوافق والتواؤم الكامل مع احتياجات هذا الطفل الخاص، وإن شاء الله ستتكون لديك بواعث الرضى والقبول الداخلية.

نصيحتي لك هي أن تديري وقتك بصورة جيدة، وأن تخصصي وقتاً لراحتك بقدر المستطاع، ويجب أن لا تحسي بأي شعور بالذنب أو القصور؛ لأن طبيعة الأشياء تقول: إنك لن تقصري في حقه.

قرارك بعدم الإنجاب للتفرغ لرعاية الطفل لا أعتقد أنه قرار صحيح مع احترامي الشديد لمشاعرك، أما إذا كان القرار ناتجاً بعد تأكيد أطباء علم الأجنة والوراثة احتمال إنجاب أطفال آخرين بنفس الإعاقات؛ فهنا اعتقادي الشخصي أن قرارك هو قرار صحيح، أقول هذا بالرغم من علمي باختلاف وجهات النظر حول هذا الموضوع.

أرجو أن ألفت النظر إلى أن هنالك نوعاً من الأمراض الوراثية التي قد تنتقل للأنثى دون الذكر والعكس صحيح، ففي مثل هذه الحالة يمكن تحديد البويضة ونوع الحيوان المنوي الذي سوف يخصبها، (بمعنى أن يحدد جنس الطفل مسبقاً)، وينبغي مراجعة العلماء في هذا الموضوع، والله أعلم.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات