الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي تدهور مستواها الدراسي بعد تعرضها لاعتداء!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من متصفحي موقعكم الجيد والمفيد جداً لكافة أفراد الأسرة، لذلك قبل سؤالي أود أن أشكركم الشكر الجزيل على هذا الصرح المبارك الذي فيه الإفادة والإرشاد، وبارك الله فيكم جميعاً.

أما سؤالي فهو: لدي ابنة تبلغ من العمر 7 سنوات، وهي من المتفوقات في الدراسة، ولكن في الفترة الأخيرة لاحظت عليها عدم التركيز والاهتمام، وهي الآن تتراجع! وأنا خائفة عليها جداً، خصوصاً بعد ما تعرضت للتحرش لاحظت عليها أموراً كثيرة قد تغيرت، ولا تتخيل كمية الفزع التي بداخلي إن تأثرت نفسياً ودراسياً.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على هذه الكلمات الطيبة في حق هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على أمر هذا الموقع والمنفقين عليه حسن الجزاء.

لا شك أن الحادثة التي تعرضت لها هذه الابنة -وهي التحرش- في هذا العمر لا شك أنها أمر مؤسف، وأنا في رأيي أن الأعراض التي بدأت تظهر عليها من تدهور في مستواها الدراسي، وكذلك ضعف التركيز لديها وقلة الاهتمام لا شك أنها مرتبطة بهذه الحادثة، وهنالك حالة تعرف باسم: (عصاب ما بعد الأحداث) أو (عصاب ما بعد الإصابة)، تظهر في شكل ضعف في التركيز، وفي قلق عند البعض، والبعض قد يتذكر الحادثة من وقت لآخر، وهذا يسبب أيضاً القلق والتوتر.

ربما هذه الابنة -حفظها الله تعالى- في هذا العمر لا تتذكر الحالة من وقت لآخر كما يحدث للبعض، ولكن قطعاً القلق يكون موجوداً لديها، ودفيناً في كيانها.

العلاج الذي ننصح به في مثل هذه الحالة هو طمأنة هذه الابنة، ولا مانع أن تتحدثي معها في هذا الموضوع -في الحادث- وتخففي لها الأمر تماماً، ويجب أن تحدثيها بلغة بسيطة ولطيفة تناسب عمرها، وعملية الطمأنة أنا في رأيي أنت أفضل مصدر لها، فلا يجب أن نشعب الموضوع، ويجب ألا يتحدث فيه أكثر من شخص أو شخصين، فكوني أنت المعالج لها وذلك بالتحدث حول الحادثة، ولكن بلغة بسيطة وغير مخيفة، مع طمأنتها، هذا أمر ضروري جدّاً.

الأمر الثاني بالطبع: هو أن تنظمي لها وقتها، فيجب أن تنظمي لها وقتها، ويجب أن تكوني دائماً في جانب التشجيع وجانب التحفيز بالنسبة لها.

اجعليها أيضاً تمارس بعض التمارين الرياضية، أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب البنات في هذا العمر، مثل: لعبة نطة الحبل – وهكذا – فهذه -إن شاء الله تعالى- كلها تمتص هذه الطاقات السلبية التي لديها، ودعيها أيضاً تختلط بالبنات في عمرها، فالطفل دائماً يرتاح مع بقية الأطفال ويجد المتعة وتطوير المهارات حين يكون مع الذين من عمره، فأرجو أيضاً أن تتيحي لها هذه الفرصة.

أنت نفسك أرجو ألا تكوني منزعجة، بمعنى ألا تضربي سياجاً حول ابنتك، فأنا أتفهم تماماً أنه من نتائج التحرش على الأطفال أن يكون الأبوان أكثر حذراً ويحاولوا أن يشكلوا نوعاً من الحماية الشديدة على أطفالهم، هذا أمر لا نرفضه تماماً، ولكن في نفس الوقت نقول: إن الحماية المطلقة ليست جيدة، فالله خير حافظاً، وعليك فقط بإرشادها في حدود المعقول، وأخذ التحوطات اللازمة.

لا أعتقد أن هنالك حاجة لأي علاج دوائي، هذا غير مطلوب، وهناك أيضاً من يشجع أن يندمج الطفل مع الألعاب، خاصة الألعاب ذات المحتوى التعليمي، في مثل هذا العمر أيضاً يصرف انتباه الطفل إلى ما هو إيجابي ويبعده عن التفكير فيما حدث.

عموماً سيكون أيضاً من الجيد بالنسبة لهذه الطفلة أن تجعليها تشاركك في أعمال المنزل، وأن ترتب خزانة ملابسها، وأن تهتم بشؤونها، هذا كله نوع من تطوير المهارات التي تنعكس إيجابياً على أداء الطفلة وعلى صحتها النفسية -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله لها العافية والحفظ، وأرجو ألا تنزعجي للموضوع، فهي -إن شاء الله تعالى- مرحلة مؤقتة وليست أكثر من ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً