الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي ترفض الخاطب الكفء بحجة دراستي

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وقد أعجبت به لأنه إنسان ملتزم، وقد طلب مني الزواج فأخبرت أمي فرفضت، لأني ما زلت أدرس.

علماً بأننا من نفس البلد ولكننا لسنا من نفس المدينة، وهو متمسك بي ويريدني زوجة له، ويريد أن نقوم بالحج معا، ونحن نخاف الله، ولم نتجاوز حدود الله ولا نريد أن نتجاوزها، وأنا في حيرة من أمري، وقد صليت صلاة الاستخارة عدة مرات ولم يتبين معي شيء، فأرشدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشاب المتدين عملة نادرة ومكسب عظيم وأمنية لكل فتاة طاهرة، كما أن الفتاة المطيعة لله من أكبر المكاسب، حتى جاء في تفسير قوله تعالى: (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ))[البقرة:201] أن المقصود منها المرأة الصالحة، ولا شك أن حسنة الدنيا أوسع من مجرد المرأة الصالحة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ورغم أننا متأكدون من عفتك ومن طهر الشاب المذكور إلا أننا لا نأمن عليكم السير في هذا الطريق؛ لأن الشيطان بالمرصاد وهو عدو مبين، كما أن هذه العلاقة لا تُقبل شرعاً؛ لأنها علاقة بين أجنبي وأجنبية وليس لها غطاء شرعي، كما أن الإنترنت لا يعطي إلا جزءا يسيرا من الحقيقة، بالإضافة إلى أن الكلام المعسول فن يجيده كثير من الناس.

وإذا كان الشاب جاداً فنحن نتمنى أن يأتي من الباب ويقابل أهلك الأحباب، ومن الضروري أن يصطحب أهله حتى يكسب ثقة أهلك، وهذا جانب مهم عندما يكون الفتى والفتاة في سن صغيرة، وفي سنوات الدراسة؛ لأن هذا مؤشر إلى أن الأسرة سوف تعاونه وتقف معه.

وأرجو أن تقتربي من والدتك وتستفيدي من توجيهاتها فإنها أحرص الناس على مصلحتك.

وأما ما يتعلق بالحج، فلك أن تحجي معه إذا صار زوجاً لك، وليس قبل ذلك، وحاولي أن توسطي إحدى قريباتك لدى الوالدة، وننصحك قبل ذلك بالسؤال عن الشخص جيداً، لا سيما عن دينه وخلقه، حتى تؤسسي حياتك الزوجية على بينة وهدى، كما لا يفوتنا أن نذكرك بالتقليل أو إيقاف التواصل بينكما حتى تتضح الأمور، إما بالزواج، أو يذهب كل لسبيل حاله، قبل أن تتطور العلاقة إلى عشق لا يمكن الفكاك منه، إلا بالوقوع في المحظور، أو بالترك المؤلم على النفس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً