الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مرض السكري له تأثير على إنجاب الأطفال؟

السؤال

أريد الزواج من بنت تقرب لي، وهي مصابة بمرض السكر، ويصل ارتفاع السكر لديها (500).

أريد معرفة تأثيرات هذا المرض على العلاقة الزوجية، وعلى إنجاب الأطفال، وخاصة أنها ما زالت صغيرة في العمر، أتمنى الإجابة على طلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

من الواضح أن النوع السكري الذي تعاني منه هذه الفتاة هو السكري الشبابي، الذي يعتمد المعالجة بالانسولين.

وبالنسبة للزواج بحد ذاته، فلا ضرر عليك أو عليها من ذلك، ولن يؤثر ارتفاع السكر على العلاقة الزوجية بأي تأثير سلبي، ولكن بالنسبة للحمل والولادة، فالحمل بحد ذاته يساعد ويؤهب أحيانًا في ظهور السكري عند من ليس لديها سكري، وعند التي أصلا لديها سكري يجعل حاجتها إلى الأنسولين ترتفع خلال الحمل، ويجعل ضبط السكر في الدم أصعب.

وما أود أن أقوله هو أن السكري يؤثر سلبًا على حدوث الحمل، وعلى الجنين، وعلى الأم إن حملت السيدة المصابة بالسكري، وسكر الدم عندها غير منتظم وغير منضبط، لكن إن كانت خاضعة لعلاج منتظم، وكان سكر الدم لديها في المستوى الطبيعي، وتمت السيطرة عليه طوال مدة الحمل ليبقى في المستوى الطبيعي, فهنا يمكنها الحمل والولادة مثلها مثل أي سيدة أخرى, وقبل الحمل بفترة شهور لا تقل عن الثلاثة شهور يجب أن يكون سكر الدم تحت السيطرة، وفي حدود الأرقام الطبيعية، وبعدها من الممكن التخطيط لحدوث الحمل بإذن الله, ويجب أن يبقى مستوى السكر تحت السيطرة، وفي المستوى الطبيعي طوال فترة الحمل.

ويجب عدم الاعتماد على تحليل السكر في الدم فقط لمعرفة مدى السيطرة عليه، بل يجب إجراء تحليل آخر هو HBA1C بالإضافة لتحليل سكر الدم، فهو يعطي صورة واضحة عن مستوى السكر وضبطه في الثلاثة شهور السابقة.

كما يجب قبل الحمل إجراء تقييم شامل لوظائف الكلية، خاصة فيمن لديهن السكري الشبابي لمعرفة كفاءة عمل الكلية, وإجراء فحص للعيون والقلب والأوعية الدموية، فإن كان كل شيء طبيعياً، وتم ضبط السكر قبل الحمل, فإن شاء الله يمكنها الحمل والولادة بشكل طبيعي.

ولكن إن تم الحمل بدون ضبط جيد لمستوى السكر، فهنا قد تحدث مشاكل عديدة سواء للأم أو للجنين, فمثلاً تزداد نسبة الإجهاضات, ونسبة التشوهات الخلقية، وأحياناً تحدث وفاة للجنين خلال الحمل، وبالنسبة للأم تزداد نسبة إصابتها بتسمم الحمل والالتهابات والنزف بعد الولادة، كما تكثر نسبة الولادة بالعملية القيصرية, ومشاكل أخرى لا مجال لذكرها هنا, وأكرر: هذا كله إن تم الحمل واستمر بدون ضبط دقيق للسكر عند الحامل.

لكن إن تم الحمل وكان السكر مضبوطاً قبله وخلاله, فيمكن استمرار الحمل بشكل طبيعي مثلها مثل أي حامل طبيعية، بشرط الانتظام على العلاج، والمتابعة مع أخصائي الغدد، وأخصائي النسائية، وأخصائي التغذية.

أتمنى لك كل التوفيق بحول الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً