الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطع الشاب لعلاقته مع فتاة تعرف عليها عبر الإنترنت، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في مقتبل العمر (26 عاماً)، -الحمد لله- التزمت منذ صغري، وذهبت إلى بلد الله الحرام، أغواني الشيطان بالتعرف عن طريق الإنترنت على فتاة، وفي بداية الأمر كنت قاصداً خيراً بزواجي منها، وبعد مرور وقت ونحن على تعارف مع بعض استحييت من ربي ومن نفسي، فلا أرضى لأختي هذا الفعل، مع أنني لم أخرج معها خارج نطاق الاطمئنان، ولكنني أردت أن أفصل هذه العلاقة؛ لأن أمامي سنة هنا، وهي متخرجة ويأتي لها العرسان، فحرام عليّ أن أقف في طريقها.

لم أرها رؤية شرعية كاملة، ولكن أشعر بالذنب حيال هذا الأمر، فقطعت معها الكلام، وقلت لها: لا يجوز هذا الفعل، فهل أنا آثم على هذا، وهل يتقبل الله توبتي حتى ولو هي لم تسامحني، وهل أرجع إليها طالباً السماح أم هذا يعيد الكرة بيننا؟

أفيدوني أفادكم الله، مع شعوري أن أهلي سوف يرفضونها لو أقدمت عليها.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فقد أحسنت بقطعك للعلاقة، ونسأل الله أن يتوب عليك وعليها، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح حالك وحالها.

لا شك أن الفتاة سوف تشعر بشيء من المرارة لكنها قليلة جدّاً مقارنة بما يمكن أن يحدث من الشر والضرر في حال التمادي والاستمرار في تلك العلاقة التي ليس لها غطاء شرعي ولا أقل في انتهائها بالزواج، والإسلام لا يعترف بعلاقة تنشأ في الخفاء ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج.

ونحن بالطبع لا ننصحك بأي محاولة للعودة إليها مهما كانت الأسباب، والمهم هو أن يسامحكم الله ويعفو عنكم، وذلك ـ ولله الحمد ـ أمر سهل، وذلك لأن ربنا الرحيم يفرح بتوبة من يتوب إليه، ولن يعدم الناس من رب يفرح بتوبة عباده خيراً، بل إنه سبحانه ما سمى نفسه غفوراً إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيماً إلا ليرحمنا، سبحانه ما أعظمه وما أحلمه وأرحمه.

وأرجو أن يكون في الذي حصل معك درس نافع، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، وليت شبابنا أدركوا خطورة ما يحصل من وراء تلك العلاقات الآثمة، وكم تمنينا أن يكون عندهم شعور المسلم الذي يحب للناس ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله تعالى ثم بكثرة الدعاء إليه، وعليك بالاستغفار، وأكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً