الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية العلاج من مرض انفصام الشخصية مع تقدم العمر

السؤال

أريد أن أطرح سؤالاً وأريد الرد في أقرب وقت ممكن، هل مرض انفصام الشخصية يمكن علاجه مع تقدم العمر - بعد أربعين سنة - أم أنه مرض مزمن؟

أرجو الرد في أسرع وقت مع الشرح البسيط.
وأخيراً: تقبلوا مني تحياتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Penzert90 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع لا يمكن إعطاء كل المعلومات عن مرض الفصام، فتجد أن ربع مراجعي الطب النفسي والعقلي كُتبت في مرضى الفصام، ولكن لا بأس أن نعطيك المعلومات المهمة.

أولاً: المرض لا نسميه فصام الشخصية، نسميه مرض الفصام، وأول من أطلق عليه هو أحد علماء الألمان عام 1911م.

الانفصام أو الفصام هو مرض ذهاني أو عقلي، وهذا لا يعني أن الإنسان يفتقد كل ملكاته العقلية؛ لأن الفصام أنواعه مختلفة، هنالك أربع أنواع رئيسية: الفصام البسيط، والفصام الظناني أو الباروني، وما يعرف الفصام الهيبفريني، وهذا حقيقة من أسوأ أنواع الفصام، وهنالك الفصام التخشبي، ولكن توجد أنواع أخرى أقل شيوعاً.

بفضل الله تعالى مرض الفصام الآن يمكن أن يُعالج بنسبة عالية جدّاً خاصة الفصام الظناني أو الباروني، والذي يتسم بوجود هلاوس وأفكار وظنان وأفكار اضطهادية واضطرابات في النوم، وهكذا.

الفصام يكون المآل العلاجي عند النساء أفضل مما عند الرجال، والفصام إذا أصاب الإنسان في عمر مبكر ربما تكون النتائج العلاجية ليست بنفس الفعالية، فالذين يصابون بالفصام بعد عمر الأربعين نستطيع أن نقول إنه يمكن علاجهم بنسبة تسعين إلى خمسة وتسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدّاً.

أما الذين يصابون بهذا المرض قبل عمر خمسة وعشرين سنة فإن نسبة الشفاء تكون فيهم قليلة نسبياً، فحوالي خمسة وثلاثين بالمائة يتم شفاؤهم، وثلاثون أو خمسة وثلاثون بالمائة تتحسن أحوالهم، أما حوالي ثلاثين بالمائة يظل المرض مطبقا عليهم.

هنالك سبب منطقي في أن مآل العلاج ليس بالجيد حين يُصيب الإنسان الفصام في سن مبكرة، والسبب المنطقي هو أن الإنسان يكون لم يبنِ مهاراته ومقدراته وملكاته الفكرية والتعليمية والاجتماعية؛ لأن اكتساب الخبرات الاجتماعية والعملية وإكمال التعليم هو أحد الأسباب التي تقلل من مخاطر الفصام.

أنت قلت: هل يمكن علاج الفصام مع تقدم العمر؟ نعم -وكما ذكرت لك- إذا كنت تقصد أن الإنسان قد أصيب بالفصام بعد الأربعين فهذا فرصه ممتازة جدّاً، أما إذا كنت تقصد أن المرض قد أصاب إنساناً في سن مبكرة ولم يُعط العلاج، وبعد ذلك بعد سن الأربعين بدأ العلاج؛ فهذا أقول لك أيضاً: نعم أنه يمكن أن يساعد كثيراً.

يجب ألا نعتمد على العلاج الدوائي فقط، العلاج الدوائي مهم وضروري جدّاً، ولكن هنالك ما نسميه بالعلاج التأهيلي وإعادة التأهيل، ويُقصد به أن نحاول أن نطور الإنسان اجتماعياً، ألا نجرده من وظائفه الاجتماعية والعملية، أن يُعطى اعتباره، وأن نساعده على تطوير مهاراته، هذه أمور مهمة جدّاً؛ لأن معظم مرضى الفصام يميلون إلى الانعزال، يوجد لديهم نوع من التبلد الوجداني في بعض الأحيان، ولكن حينما ندفعهم ونطور من مهاراتهم ونجعلهم يقومون بواجباتهم الاجتماعية، هذا حقيقة من الأصول المهمة جدّاً للعلاج، والآن نعتبر العلاج بالعمل أيضاً وسيلة أساسية لدرء أخطار الفصام.

أرجو أن أكون قد أوضحت لك بعض المعلومات المهمة، وفقط أريد أن أضيف معلومة أخرى، وهي ضرورة الالتزام بالعلاج الدوائي لأنها تعتبر إحدى المؤشرات والمحددات الضرورية جدّاً لأن يكون هناك تحسن وإن شاء الله شفاء من هذا المرض.

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين اريج عمرو

    انا لا اعاني انفصام اعاني من امي التي تعاني الصرع و تريد ان تفرض علي ادويتها لتوفير المال عند شراء نوع دوائها الا انني اصبحت لا اقوى على شيء من كثر تناول العقاقير و خاصة الصلاه لا اقترب منها من شدة تأثير الادويه اشكر لله حسن معرفته بأمري

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً