الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب القلقي أعراضه وعلاجه

السؤال

أولاً: أشكر القائمين على هذا الموقع الأكثر من رائع، وجزاكم الله آلاف الخيرات.

ثانياً: السؤال عبارة عن استشارة نفسية: قبل الزواج لم أكن أعاني من أي شيء، فكنت مثابراً في عملي ومجتهداً جداً، وكنت والحمد لله دائماً من الأفضل للأفضل في الترقيات والزيادات، إلا أني بعد الزواج بدأت أعاني من القلق والخوف من المستقبل، والعصبية لأتفه الأسباب، والرضا مباشرة، والواضح علي عصبية مع برود شديد في ردة الفعل، وأعاني من زيادة كهرباء حسب وصف أحد أطباء الباطنية، وأعتقد أني أعاني من أعراض الاكتئاب بسبب صعوبة النوم أو النوم لفترات طويلة جداً، والخمول وعدم الرغبة في العمل، والتفكير بكثرة في أي شيء، والنسيان الشديد، وقضم الأظافر بشدة، ومشاكل زوجية لأتفه الأسباب، ماذا أفعل؟

هل حالتي تستدعي استشارة طبيب نفسي مختص، أم أكتفي بوصفة منكم؟ وهل حالتي هذه اكتئاب أو غير ذلك؟ وما هي درجته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض هذه من عصبية وردود أفعال سالبة وعدم الشعور بالرضا، وكذلك عسر المزاج واضطرابات النوم، أقول لك - أخي الكريم الفاضل - : هي بالفعل من أعراض الاكتئاب النفسي، وهذا النوع نسميه بالاكتئاب القلقي، وهو حالة بسيطة من حالات الاكتئاب - إن شاء الله تعالى – .

بالنسبة لربطه بالزواج، فإنه يعرف أن الأحداث الحياتية الكبيرة حتى وإن كانت أحداثاً سعيدة قد تؤثر على بعض الناس سلباً، وأعتقد أنه لديك الاستعداد في الأصل للقلق والاكتئاب، وحين أتى الزواج وما يتعلق به من مسئوليات جعلك تحس هذا الإحساس السلبي، أو ربما كانت توقعاتك نحو الزواج مختلفة تماماً من الواقع أو مما وجدته والتمسته.

عموماً أنا أنصحك -أيها الفاضل الكريم- بأن تضع صورة إيجابية عن نفسك وعن زوجتك، وأن تعرف أن الزواج هو نقلة إيجابية جدّا في حياة الإنسان خاصة المسلم، ويجب أن لا تنفعل مع زوجتك، ويجب أن تكون طيباً وأن تعتني بها وأن تعاملها المعاملة الطيبة، هذا كله - إن شاء الله تعالى – ينعكس إيجابياً عليك وعليها وعلى المؤسسة الزوجية بصفة عامة.

أنصحك أيضاً بأن تدير وقتك بصورة جيدة، بأن تمارس الرياضة، بأن تكون لك صحبة طيبة، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيراً، ولا تنس -أيها الفاضل الكريم- أنك إنسان ولك مقدرات، وحياتك - إن شاء الله تعالى – فيها الكثير من الإنجازات، وهذا في حد ذاته منطلق جيد وإيجابي لأن تزول هذه الحالة، ولأن تبني آليات ودوافع نفسية إيجابية.

إذا أردت أن تقابل الطبيب النفسي المختص فلا بأس في ذلك أيها الفاضل الكريم؛ لأن التواصل والمساندة والاستبصار والتوجيهات والإرشاد والمتابعة التي يوفرها الطبيب النفسي الجيد لا شك أنها سوف تكون أفيد لك من أن نصف لك علاجاً دوائياً، وأنا أيضاً سوف أقوم بإعطائك هذا الخيار وهو بأن أصف لك أحد الأدوية التي أراها مناسبة لحالتك، والدواء الذي أراه جيداً هو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، تناوله بجرعة خمسة مليجراما – أي نصف حبة من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما – تناول هذه الجرعة الصغيرة يومياً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى عشرة مليجراما يومياً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، وأعتقد أن ذلك سوف يوفي بالغرض بالنسبة لك، وسوف يزول هذا الاكتئاب إن شاء الله تعالى.

أرجو أن نكون قد أفدناك بما هو مطلوب، فقد أفدناك بالتشخيص ودرجة الاكتئاب، والشيء المطلوب عمله من الناحية العلمية، وكما ذكرت لك فإن مقابلة الطبيب أيضاً سوف تكون إن شاء الله ذات عائد إيجابي عليك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على ثقتك فيما تقدمه إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً