الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يريدني ربة بيت وأنا غير مهيأة للأشغال المنزلية

السؤال

عمري 22 عاماً، متزوجة حديثاً وعندي تحصيل علمي لا بأس به، وطوال عمري وأنا أدرس ولا أتجه كثيراً إلى عمل البيت، وبعد الزواج وجدت نفسي غير مهيأة تماماً للأشغال المنزلية، مع العلم أنني لا أزال في بيت أهلي ولم أشتغل بعد، وزوجي يريد امرأة تكون ربة بيت ممتازة، وأنا أتخيل نفسي بين جدران المنزل طول حياتي، وأخاف من الفكرة، وصراحة أخشى أن أخرج للعمل وتتضاعف عندي المسؤوليات.

فبماذا تنصحونني جزاكم الله خيراً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم هي سعيدة تلك التي تفوز بزوج صالح يكفيها صعوبة العمل في الخارج، ويريدها زوجة تنام الضحى وترتاح ثم تخدم زوجها وعيالها، وتطيع قبل ذلك وبعده وأثناء ذلك ربها.

وليس في خدمة البيت صعوبة، وزوجك سوف يقدر الوضع الذي كنت عليه، وتعلم المهام الأساسية في المنزل لا يحتاج لوقت طويل، وإذا كانت إمكانات الزوج جيدة فقد يأتي بخادمة تساعدك مستقبلاً، إذا كان هذا موجوداً ومقبولاً في البيئة التي تعيشون فيها، وسوف تكون الوالدة والأخوات معك حتى تعتادي على مهامك المنزلية.

وأرجو أن تعلمي أن كثيراً من بناتنا في هذا الزمان هكذا، وأنا حقيقة ألوم الأمهات على هذا الأمر، وأتمنى أن تحرص كل أم على تهيئة بناتها للتفاعل مع كافة الأوضاع، حتى لو كان في البيت خادمات وطباخون؛ لأنه سوف تأتي لحظات تجد الفتاة نفسها مضطرة لعمل شيء لزوجها أو لأبنائها أو لأضيافهم، كما أن في تعلم تلك المهام حفظاً لوقت الفتاة وشغلاً لها بالمفيد، والأزواج يسعدون جداً بما تصنعه لهم الزوجات، وقد لمست هذا عند بعض الكبار الذين لهم عدد من الخادمات والطباخين، حيث كان يقدم الطعام للناس ويقول لطعام معين: هذا صنعته أم فلان بيدها، ولاحظت أنه يقدمه على الأصناف الكثيرة التي كانت بين أيدينا، وحُق له أن يفعل ذلك وأن يسعد بذلك.

وليت بناتنا أدركن معاناة المرأة العاملة والضيق الذي يواجهها، والهموم التي تطاردها، خاصة في ظل قوانين العمل الصارمة، التي لا تراعي خصوصية المرأة، ولا تهتم بمهامها الأساسية بعد انتهاء أوقات العمل.

والمرأة عندنا لا ينبغي أن تعمل إلا إذا كانت بحاجة للعمل، أو كانت الأمة بحاجة لخدمتها، مع ضرورة أن يكون العمل مناسباً لأنوثتها، وأن تكون بيئة العمل خالية من الاختلاط والمخالفات، وأن لا يترتب على العمل ضياع حقوق وواجبات أهم من العمل بحق الزوج وحقوق الأطفال، أما إذا اضطرت للعمل فعليها أن تجتهد في التوفيق بين مهام العمل ومهام المنزل، فاحمدي الله على العافية واستعدي لرسالة الأمومة، وكوني لزوجك أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبداً.

وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً