الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في الزوج وعدم الثقة به وكيفية علاج ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا زوجة منذ 16 عاماً، زوجي يعرف الله ويحبني كثيراً، وأحياناً يخفي عني بعض الأمور حتى لا يثير ثائرتي أو لا يغضبني بمعرفتها، وقد علمت ببعض الأمور، وحدث ما كان متوقعه مني وأكثر، حيث ثارت ثائرتي وعدت لا أثق في كلمة يقولها لي، وأشك في أي عمل يقوم به، وصرت دائمة طلب الطلاق منه، وعندما يكون معي أثق به ويظهر لي حبه، وعندما يغادر أو يسافر أو أبعد عنه بحكم عمله أنسج في مخيلتي كل ما يدينه أمامي، وآخذ قراري بعدم مكالمته أو الرد عليه عندما يقوم بالاتصال بي للاطمئنان علي وعلى الأولاد.

فما الحل حتى أتخلص من هذا الشك الرهيب؟ هذا جزء وأقل بكثير مما أشعر به في صدري يكاد يهدم بيتي.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يهدينا وإياك لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأتمنى لك التوفيق والسداد.

تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، واحترمي مشاعر هذا الزوج الذي يعرف الله ويحبك، واعلمي أن من حق الزوج أن يخفي بعض الأمور إذا كانت تؤثر على مشاعر زوجته، والمرأة عاطفية وقد تتعب نفسياً إذا عرفت ما يحيط بالزوج من ظروف ومشاكل، ولست أدري كيف تضيع عشرة ستة عشر عاماً، وتهدم عناصر الثقة من أجل موقف واحد، وأحذرك كفران العشير والإحسان، ويحرم عليك طلب الطلاق لأتفه الأسباب وفي غير ما بأس.

والذي يظهر أن هذا الزوج لا زال يحرص على إظهار مشاعر الود تجاهك، وأنصحك بمقابلة هذه المشاعر بمثلها وأكثر، والمرأة العاقلة تجعل زوجها يرتبط بالمنزل بحسن تعاملها واهتمامها بهندامها، ونظافة بيتها وحسن الاهتمام بأطفالها.

ولا يجوز لك متابعة هذه الأوهام والخواطر السيئة، وأرجو أن تهتمي بالرد عليه، وتلاطفيه في الكلام، بل واتصلي عليه واسألي عن أحواله، وعبري له عن مشاعر الود، وهذا كافٍ في جعل هذا الرجل يرتبط بك وبأطفاله، واتقي الله في هذا الزوج، وقدري ظروف عمله.

وليس صحيحاً أن تقوم الزوجة بالتجسس على زوجها والبحث عن أسراره؛ لأن هذا ليس في مصلحة استقرار الأسرة، وأرجو أن تشتغلي برعاية أبنائك، واحرصي على طاعة الله وذكره، وتوجهي إليه سبحانه، فإنه لا يصرف السوء إلا هو، والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً