الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يرفض الزواج ممن أحب رغم تدينه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

تقدم شاب لخطبتي ولكنه ما زال يدرس ويتبقى له عامان في الدراسة ولكنه يستطيع أخذها في عام واحد، رحب به والدي ووعده بإتمام الخطبه بعد امتحاناتي وفوجئنا به يماطل أهل الشاب حتى حدث شجار بين أبي وأم هذا الشاب، ولكنه شجار في الهاتف، وبعد ذلك فوجئت بأبي يروي لي حديثاً مختلفاً تماماً عن الذي دار بينه وبين والدة الفتى.

أم الفتى تحبني وترشحني للزاوج من ابنها.

وأيضاً أحب الفتى، لكن أبي -سامحه الله- ما زال يروي لي أحاديث خاطئة عن الفتى على الرغم من أنه لم يسأل حتى عن أهله.

عندما حاول الشاب مكالمة أبي مرة أخرى عمل أبي كسابق عهده وحرف حديث الفتى رغبة من أبي في إنهاء الموضوع حتى إنه هددني بأنه سيزج به في السجن.

السؤال هو: الآن أبلغ من العمر21 سنة، هل بإمكاني الزواج من هذا الفتى؟ مع العلم أنه يبلغ 24 عاماً، ويعمل وله مشروعه الخاص، وهل إذا تزوجته بغير رضا أهلي حرام؟

أخاف أن نقع نحن الاثنان في الحرام، لقد تحجبت بتشجيع من الفتى، والتزمت بالصلاة بتشجيع منه لأنه يصلي في الجامع، هو ملتزم دينياً لكننا نريد الزواج وأبي يرفض على الرغم من علمه بأني أحب هذا الفتى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظ عليك عقلك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يشرح صدرك للحق وأن يعينك على اتباعه، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته.

بخصوص ما ورد برسالتك: فلا أدري فعلاً لماذا يتصرف والدك هذه التصرفات؟ ولماذا لا يكون واضحاً معكم ويبين لكم موقفه بصراحة ووضوح؟ وأخشى أن يكون لدى الوالد بعض الأسباب الخاصة التي يرى عدم ذكرها وهذا احتمال قوي، ولذلك أنصحك بسؤال الوالد بهدوء وعدم تعصب عن موقفه بوضوح، وأبلغيه بأنك معه في موقفه ولن تخالفي أمره، ولكن فقط تريدين معرفة سبب موقفه هذا، وحاولي حواره بهدوء وعدم تشنج أو توتر؛ لأن مقام الأبوة عظيم كما لا يخفى عليك، فإذا شرح لك وجهة نظره واقتنعت بها يكون بمقدورك أن تطيعيه وأنت مقتنعة، وفي جميع الأحوال إن رفض والدك الزواج من هذا الشاب ولم توفقي في إقناعه فليس أمامك إلا ترك هذا الموضوع وطاعة والدك حتى وإن أمرك بعدم الكلام مع هذا الشاب، فلا يجوز لك شرعاً أن تتكلمي معه مهما كان حبك له.

اعلمي أن زواجك من غير علم أهلك أو والدك حرام شرعاً ولا يصح، وسيكون زواجاً باطلاً حتى ولو كان لديك 50 سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأةٍ زوجت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل) فإياك أن تفكري في هذا الحل مهما كانت الظروف؛ لأن العقد سيكون باطلاً، ويكون زنى محرماً، والعياذ بالله.

لذا أنصحك بمحاولة إقناع الوالد ولو أن توسطي أحداً من أقاربك، فإن وافق فالحمد لله، وإن لم يوافق فاعتذري لهذا الشاب، وسلي الله أن يعينك على نسيانه، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يرتضيه أهلك ووالدك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً