الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج الشرعي هو الطريق الصحيح لبناء علاقة بين شاب وشابة.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في مقتبل العمر، تعرفت على صديقة لي على النت، وبعد ذلك تمت العلاقة بيننا إلى درجة الحب، وبصراحة لقد ارتحت لها، وهي نفس الشعور، لدرجة أن اليوم الذي لا نسمع فيه صوت بعضنا نحس بضيق، والحمد لله أحببنا بعضنا في الله، وسبحان الله صدقوني أن لها فضلاً بعد هداية الله لي في صلاتي، أي: أنها تتصل عليَّ وتنصحني بالصلاة، وتقولي لي عن أي شيء يستوجب الحرمة أو الكراهة هذا حرام أو مكروه، والحمد لله حبنا هذا ليس من نوع حب هذا الجيل، ولقد اتفقنا أنا وهي على الطريقة المشروعة الزواج، وكل يوم ندعو ربنا أن يسهل لنا هذا الأمر، ومع الأيام هداني ربي والتزمت وعرفت الطريق الصحيح، وسبحان الله كل شيء قدرت عليه وتركته من المعاصي إلا هذا الأمر، هذا مع أننا صلينا لربنا صلاة استخارة، وأحسسنا براحة، وشعرنا باشتياق بعضنا لبعض، وأنا في الحقيقة لا أدري ماذا أفعل، أفيدوني جزاكم الله خيراً، إما أن أستمر معها على هذا الطريق في الخير كما كنا، أو أن أبتعد عنها، مع أني والله حاولت لكن دون جدوى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز/ أبو جواد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني العزيز: أسأل الله أن يوفقك ويسددك، وأرجو أن يحفظ الله شبابنا من كل سوءٍ ومكروه.
أنصحك بالمسارعة إلى تصحيح الوضع، وذلك بالتوبة والاستغفار وإتيان البيوت من أبوابها، فإن هذه الفتاة لا تزال أجنبية بالنسبة لك، والغاية لا تبرر الوسيلة، فمهما كانت الغايات سامية ونبيلة لا يجوز لنا أن نسلك لها سبيلاً غير مشروع، بل ينبغي أن تكون الغاية نبيلة والوسيلة الموصلة مشروعة.

ويسعدنا أن تشاركك هذه الفتاة، وتساعدك على اتخاذ الطريق الصحيح لإتمام الزواج والعقد الشرعي الذي يتيح لكما تنمية عناصر الخير، وتكوين أسرة مطيعة لله سبحانه، فالعلاج في التمسك بهذا الإسلام الذي ما ترك خيراً إلا ودلنا عليه ولا شراً إلا وحذرنا منه.

وأحذرك من هذا (النت) الذي تظن أنه ساقك إلى الخير؛ لأنه غداً سوف يقودك إلى شر محض والعياذ بالله، والشيطان قد يصدق وإنه لكذوب، ومعظم العلاقات التي تبنى بهذه الطريقة مصيرها الفشل؛ لأن الشيطان يوسوس للطرفين، فيقول للرجل: إنها تكلم الرجال وتبيع العواطف، ويقول للفتاة: إنه تعرف عليك وربما تعرف على كثيرات، فهو ثعلب يتغدى بهذه ويتعشى بالأخرى، وعندها تبدأ المشاكل التي تنتهي بما لا تحمد عقباه، كما أن المشاعر الشفوية قبل الزواج معظمها من باب المجاملات، فالفتى يساير الفتاة وكذلك العكس، فربما أظهر التدين لأن الطرف الثاني يفضل هذا الجانب، وربما ربما ! ويظل كل طرف يظهر خلاف ما يبطن، ويخدع الجميع بالجري وراء السراب.

ولذا كان من عظمة منهج الإسلام أنه يبني مشاعر الود الحقيقية بعد الارتباط الشرعي، وينعكس على حياة الطرفين صبراً على البلاء، ومشاركة في الأفراح، وصبراً على الأذى، وإحسان للعشرة، فالحياة الزوجية مليئة بالعسل والأشواك (ولا بد دون الشهد من إبر النحل) وليس الأمر كما يفهمه شبابنا المخالف لآداب الإسلام.

وأنصحك بمتابعة مواقع الخير في الإنترنت، وأرجو أن تتردد على المساجد وتشغل نفسك بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، وعندما تتهيأ للزواج عليك بذات الدين، واحرص على أن تستخير الله في كل أمورك، أسأل الله لكما التوفيق والسداد والحفظ والهداية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً