احمرار الوجه ورعشة مفرطة

2002-08-18 03:19:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أطيل عليكم وسأدخل في اسشارتي مباشرة راجياً من الله أن تلقى اهتمامكم وأن تفيدوني بحل لمشكلتي بإذن الله سبحانه وتعالى.
باختصار أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة تستطيع القول إنني جريء وذو روح مرحة وثقافتي تؤهلني لأن أبدي رأيي في أي موضوع يطرح أمامي؛ لكن ما أصابني من سنتين تقريباً ألجمني وأسكتني في معظم الأحيان وأيقض مضجعي؛ فلقد أصبت بمرض غريب لم أعرف لمن أتجه أو من أستشير ألا وهو إحمرار شديد في الوجه بسبب وبدون سبب وهذا الأمر يضايقني كثيراً ويزعجني لأنكم لا تدركون ما هي الحال التي أصبح فيها والحرج الشديد الذي يصيبني وهي تحدث مع أصدقائي وغيرهم وأحياناً حتى في البيت إذا أردت الكلام في أحد المواضيع أو سرد قصة فذلك يضعني كالمشبوه أو أن هناك شيئاً غير طبيعي أو إذا كنت أتحدث وأوقفني أحدهم أو سألني أو طلب مني إعادة ما قلت ليس لشيء غريب قلته؛ ولكن لأنه لم يسمعني جيداً فينقلب وجهي ويحمر ولا أستطيع إكمال ما بدأت، هذه مشكلتي الأولى والكبيرة وهي تتكرر معي كثيراً وبدون سبب. أرجو أن أكون قد وضعتكم في الصورة لمشكلتي بهذه الأسطر القليلة والتي لا أعرف سبباً لها أهي مرض نفسي أم حسد أم عين.
أما مشكلتي الثانية والتي تعتبر الوجه الآخر لمشكلتي الأولى ولا تختلف عنها إلا في إنني مصاب بها منذ صغري ألا وهي الرعشة المفرطة في اليدين والقدمين ولا أعني بمفرطة أنها شديدة، إنما أقصد بها إنها كثيراً ما تحدث لي وهي ليست شديدة وإنما ملاحظة ولا أعرف السبب وتحدث عندما أتعارك مع أي شخص كبيراً أو صغيراً وأنا لا أقصد بأني بلطجي لا سمح الله وأفتعل المشاكل وإنما أقصد المشاكل العادية الكلامية والتي تحدث مع كل الناس بين الفينة والأخرى والمشكلة أن من أتشاجر معه سواء أكان صغيراً أو كبيراً عندما يلاحظ رعشتي يظنني خائفاً منه وتزداد المشكلة تعقيداً، كما أن الرعشة تحدث لي عندما أجلس مع الفتيات ويسول الشيطان لنفسي الأمارة بالسوء بلمسها وتقبيلها فتبدأ الرعشة (الحمد لله الآن تبت إلى الله أو أحاول) المهم أن من أجلس معها تلاحظ ذلك، ومنهن من تصارحني وتقول لي: ما بالك ترتعش ومنهن من تتغاضى عن الموضوع فأخبرهن أن هذا مرض أنا مصاب به لا أعرف سببه وازدادت الحالة معي في السنتين الأخيرتين (هناك معلومة ربما تفيد في إيجاد حل لمشكلتي وهي إنني عندما كنت صغيراً أحلم أو يتهيأ لي أن هناك أحداً في المنزل فأستيقظ وأنا أرتعش وأرتجف ولا أستطيع الحراك ولا الكلام من شدة الرعشة مع أنني أريد أن أقوم وأهجم على من في المنزل فأنا لست جباناً بطبعي ولكن الرعشة تشلني ولا أستطيع الحراك) هذا باختصار شديد ما أعانيه فأرجو أن أجد عندكم سعة ورحابة صدر لتقرءوا وتدرسوا مشكلتي وأن تفيدوني وتعينوني على التخلص منهما بإذن الله تعالى وجزاكم الله عني وعن كل المسلمين خيراً لما تقومون به من جهود طيبة ومتثمرة في خدمة الإسلام والمسلمين في هذه الشبكة الإسلامية المباركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك أيها الأخ الفاضل على ما أفضت به من استفسارات تتعلق بالصعوبات التي تواجهك وقد تاملت في رسالتك ودرستها بدقة وعناية وخلصت إلى أنك تعاني من بعض الصعوبات المتعلقة بشخصيتك فما قمت بسرده يدل على أنك من النوع الحساس والقلق وربما أنك أيضاً تنظر لذاتك ونفسك نظرة سلبية .

بخصوص الإحمرار الذي يظهر على وجهك ربما يكون نتيجة للقلق والذي يؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية التي تودي إلى ذلك وإن كنت أيضاً أريدك أن تتاكد من عدم وجود نوع من الحساسية المتعلقة بالتعرض لاشعة الشمس .

من سمات القلق الواضحة لديك هي رعشة الأطراف خاصة في المواقف التي تتطلب نوع من المواجه .

أخي! مادمت أنت ذو روح مرحة وجريء ولديك الرصيد الثقافي المطلوب لماذا لا تستغل هذه السمات والاستجابات الإيجابية للتخلص من الحساسية في شخصيتك وكذلك النظرة السلبية نحو الذات.
عليك أن تنظر للحياة بتفاؤل وطمأنينة أكثر فأنت لازلت في مقتبل العمر ولديك سمات إيجابية كثيرة كما أسلفنا .
أنت محتاج أيضاً لأن تنظر لنفسك بأنك عضو فاعل في مجتمعك وألا تحاسب نفسك على كل صغيرة وكبيرة خاصة في الأمور المتعلقة بالتواصل الاجتماعي.
أرجو كذلك أن تعبر عن نفسك أول بأول وألا تترك الأمور تتراكم في داخلك مما يترتب عليه عدم السيطرة على مشاعرك حين التعامل مع الآخرين وهذا يعرف بالتفريق النفسي وهو مهم جداً بالنسبة لصحتك النفسية.
توجد علاجات دوائية ذات نفع كبير بإذن الله في حالتك خاصة للسيطرة على القلق والرعشة وعليها أرجو أن تتناول عشرة مليجرام ثلاث مرات في اليوم من الدواء المعروف باسم إندرال؛ والعلاج الآخر هو حبوب بسبار خمسة مليجرام تؤخذ بواقع ثلاث مرات في اليوم على أن تتناول كلاهما لمدة أربعة أشهر.
ختاماً أرجو ألا تترك مجالاً للتفكير السلبي للسيطرة عليك، لكن المطلوب هو التفكير الإيجابي خاصة أنك تمتلك المقومات والأسس التي يمكن أن تنطلق منها وتعتمد عليها.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net