كيفية التعامل مع أخت الزوجة سيئة الأخلاق؟

2004-04-01 07:37:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَنا رجل متزوج والحمد لله، وزوجتي ولله الحمد على خلق طيب، ولقد رزقنا الله سبحانه وتعالى خلال هذه الفترة بالعديد من البنات والأولاد ولله الحمد، نعيش بخير وعافية بفضل من الله عز وجل، ولزوجتي أخت شقيقة تكبرها سناً، وزوجتي تحبها وتحترمها كثيراً، ولكن هذه الأخت -وللأسف الشديد- سيئة الأخلاق لدرجة كبيرة، وأكبر مساوئها الخوض في أعراض الناس والعياذ بالله، فهي لا توقر القريب ولا البعيد، حتى أختها الصغرى لا تسلم من لسانها، وقد كنت أقوم بنصيحة زوجتي بالتخفيف من زيارة أختها حرصاً من التأثر بها، ولكنها تقول لي: إنها أختي الكبيرة، ولابد من صلة الرحم، فأسكت وأقول: معك حق، ولكن مع مرور الأيام والسنين عرفت الأخت حقيقة أختها؛ لأنها سمعت منها كلاماً يسيء بسمعة الأخلاق، وهو كلام لا يرضي الله ولا رسوله، فاقتنعت زوجتي بصدق نصيحتي السابقة لها، حيث أصبح الوضع لا يشمل أختها فقط، بل تعدى إلى بناتي، فخوفاً مني على سمعة زوجتي وبناتي قمت بمنع زوجتي نهائياً عن زيارتها.
كيف نتعامل مع مثل هؤلاء النسوة؟ وهل علينا إثم بعد صبر 25 سنة على كلامها القادح والفاحش؟

وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك وأهلك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبكم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يهديكم ويصلح بالكم، ويدخلكم جنات النعيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فحقاً ما أعطي المؤمن خيراً من حسن خلق، وما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن الرجل ليبلغ بحسن الخلق درجة الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر، ولا أعتقد أحداً أعظم حرماناً ممن حُرم حسن الخلق والعياذ بالله، فاحمدِ الله أخي أحمد أن عافاك وأهلك من هذا البلاء وذلك السوء، وسل الله العافية والسلامة، وإن من حقك فعلاً أن تصون عرضك، وأن تجنب أهلك وعيالك سوء الخلق، وأن تمنعهم من الاختلاط بمن يسيء إليهم أو يصيبهم بعدوى سوء الخلق؛ لأن الأخلاق تعدى، سواءً كانت حسنة أو سيئة، ولذلك قال الشاعر:
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه **** يعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ

فالأخلاق فعلاً تنتقل بالمحافظة والمعايشة، وهذا شيءٌ مشاهد في واقع الناس، وكونك منعت زوجتك عن زيارة أختها المريضة، هذا من حقك شرعاً، إلا أنه نظراً لأنها رحمٌ شرعي أمرنا الشارع بوصله، فلا مانع من الاتصال بها ولو عبر الهاتف على فترات متباعدة، أو زيارتها في منزلها بين الحين والآخر، على أن تتولى زوجتك ذلك مثلاً، وإن كانت هناك فرصة للنصيحة فلا مانع من بذلها قدر الاستطاعة، لعلها أن تشعر بهذه المقاطعة بُعد الناس عنها، فتحاول أن تصلح من أخلاقها، فالهجر والمقاطعة من مبادئ الشريعة عند التأكد من فاعليتها وتأثيرها، وإلا فالأصل الصلة وعدم الهجر؛ لأن الشرع أمرنا بوصل من قطعنا، والعفو عمن ظلمنا، والإحسان إلى من أساء إلينا.

فخففوا الوصل إلى الحد الأدنى مع عدم القطع الكلي؛ رجاء إصلاحها.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة، والستر في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net